فن الكولاج... خلط الأدوات

04 يونيو 2016
استخدم الخطاطون الكولاج في كتابة الشعر منذ القرن العاشر(Getty)
+ الخط -
ينتمي "الكولاج" إلى الفنون البصرية التي تلجأ إلى التركيب والقص واللصق، بل إن لفظة اسم هذا الأسلوب الفني، تعود إلى لفظة Coller الفرنسية، وتعني: لصق. يختلف الفنانون في اعتبار الكولاج فناً مستقلاً بذاته أم أنه عبارة عن تقنية أو أسلوب فني يعتمد على إعادة تدوير المهملات، في سياقات تشكيلية معبرة. ارتبطت نشأة الكولاج باختراع ورق الكتابة في الصين منذ القرن الثاني الميلادي، ثم انتقلت إلى مختلف بلدان شرق آسيا، خاصة اليابان حين استخدمه الخطاطون في كتابة الشعر منذ القرن العاشر. وفي العصور الوسطى الأوروبية، استخدم الفنانون الكولاج في صناعة اللوحات الدينية بالكاتدرائيات، عبر توظيف أوراق الشجر والأحجار الكريمة والزجاج، واندرجت تلك الأعمال ضمن "الموازييك" أو "الفسيفساء"، التي عرفها لاحقاً تاريخ الفن الإسلامي بكثرة. أكبر ظهور للكولاج كان بعد الحرب العالمية الثانية. وقد مهد بابلو بيكاسو لهذا الظهور عندما استخدمه في الرسومات الزيتية سنة 1912، في المرحلة التكعيبية، حين قام بلصق قطعة من نسيج بلاستيكي على قطعة من القماش. وذلك قبل أن تتوسع المدرسة السريالية لاحقاً في استخدام الكولاج لإنتاج لوحاتها الكولاجية.
ومن أشهر الرسامين الذين برعوا في تنفيذ لوحاتهم عبر أسلوب الكولاج في القرن العشرين الفرنسي هو هنري ماتيس، والبريطاني ريتشارد هاميلتون، والأميركية جان فرانك، والألمانية هنا هوش، ومن المبدعين العرب المعاصرين الفنان اللبناني، كميل زكريا.
ونظراً للدور الكبير الذي صار يلعبه الكولاج في مجال الديكور والتشكيل والفنون عموماً، أصبحت تعقد لتعليمه الدورات وورش العمل، والدروس الأوليّة التي تساعد على تعليم الفنان الناشئ، كيف يستخدم الكولاج.
يطلق على الكولاج اسم "الميكسد ميديا"، بمعنى خلط الوسائط، وذلك لأنه يعنى بصنع لوحات من مواد مخلوطة، مثل أوراق الجرائد والمجلات، بطاقات، معادن، أجسام بلاستيكية، قماش، أسلاك، صور فوتوغرافية. كما يلجأ الفنان إلى أية مواد طبيعية مناسبة لتنفيذ لوحته مثل: الصدف وريش الطيور والحصيّ. بعض الفنانين يلجأ إلى الكولاج من باب حفظ التراث من الضياع، عبر إعادة تدوير عناصر أثيرة مثل لعب الأطفال القديمة، وأدوات المنزل البدائية وغيرها.
وإضافة إلى الكولاج اليدوي التقليدي، يوجد نوع رقمي تفرع عنه، ويسمى "سكريب بوكينغ" Digital Scrapbooking، وهو يعتمد على برامج "الغرافيكس" المتاحة مثل الفوتوشوب، وقد كثر استخدامه في حفظ الصور وصناعة الألبومات، وتصنيف الذكريات بطريقه فنية.

دلالات
المساهمون