"شاهد على النكبة"... لأن الذكرى حيّة

غزة

عبد الرحمن الطهراوي

avata
عبد الرحمن الطهراوي
11 مايو 2016
99E9DDC3-9116-461F-85A9-FB849686D44E
+ الخط -

وقف المسنّ الفلسطيني رفيق صالح (53 عاما) محدق النظر في صورة فوتوغرافية تظهر اللحظات الأولى لهجوم العصابات الصهيونية على إحدى القرى الفلسطينية عام 1948م، مستذكرا مجازر الاحتلال الإسرائيلي التي عايشها خلال الحروب الثلاث التي شنت على غزة في السنوات القليلة الماضية.

ملامح القهر الممزوجة بالحزن التي أصابت صالح، انتقلت إلى وجه كل من حضر معرض "شاهد على النكبة"، الذي نظمته دائرة شؤون اللاجئين بحركة "حماس"، في ساحة الجندي المجهول، وسط مدينة غزة، وذلك بمناسبة ذكرى النكبة الفلسطينية الثامنة والستين.


وفي المدخل الرئيسي للمعرض الفني، وضعت صورة كبيرة لخريطة فلسطين التاريخية يجاورها صورة أخرى لـ"قسم العودة" الذي أكد على حق تقرير المصير وحتمية عودة اللاجئين إلى بلداتهم الأصلية وأحقية الشعب الفلسطيني باستخدام مختلف سبل المقاومة الشعبية والمسلحة من أجل تحرير أرضه.
وعرض المعرض في زوايا المتعددة، صوراً قديمة تكشف تفاصيل الحياة اليومية للفلسطينيين قبل النكبة ومدى الترابط والتلاحم الذي كان سائداً بين السكان آنذاك، وكيف انقلبت حياة السكان رأسا على عقب، بالإضافة إلى صور أخرى توثق المحطات السياسية والنضالية ومسيرة الكفاح الوطني.


وضم المعرض سلسلة صور تظهر مجالات عمل السكان قبل النكبة، بداية من مهنة الصيد التي كانت تشتهر بها مدينتي حيفا وعكا، مرورا بمهنة الزراعة في البلدات الريفية وكذلك مظاهر التعلم والرقي التي كانت تتميز بها المدن الفلسطينية بشكل عام وتحديدا مدينتي القدس ويافا.
المسن صالح قال لـ "العربي الجديد" إن فعاليات المعرض تثبت أن فلسطين لم تكن أرضاً بلا شعب كما تروج الدعاية الإسرائيلية، معبراً عن آماله بتصعيد انتفاضة القدس، التي اندلعت في مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول 2015، حتى تحرير كل فلسطين.


الأثواب الفلسطينية واللوحات الفنية والأعمال المنقوشة على الحجر والمزخرفة على الزجاج بجانب المطرزات الشعبية والمشغولات اليدوية التي تحاكي تاريخ سكان المدن والقرى الفلسطينية، كانت حاضرة أيضا في زوايا المعرض الذي تستمر أعماله على مدار ثلاثة أيام.
الحاجة أم علاء عبد الله، أوضحت لـ "العربي الجديد" أن أعمال التطريز التراثية سواء المدنية أو الفلاحية تعد الشاهد الأكبر على حضارة الشعب الفلسطيني وأحقيته بأرضه المسلوبة عنوة، مؤكدة على دور المعارض الفنية في تعريف الأجيال المتصاعدة بما جرى خلال النكبة من مجازر دموية ارتكبتها القوات الصهيونية المسلحة.


بدوره، قال رئيس دائرة شؤون اللاجئين في حركة "حماس"، عصام عدوان، إن: "المعرض يضم مشاهد نادرة تجسد في مجملها التاريخ الفلسطيني منذ ما قبل النكبة، حيث يعرض صورا للمدن والقرى قبل تدميرها وتهجير سكانها بقوة السلاح، ثم يعرض مشاهد للتشريد ورحلة الهجرة واللجوء، مرورا بأحداث حرب النكبة".


وأضاف عدوان، خلال كلمته على هامش افتتاح المعرض، إن الصور المعروضة تظهر تفاصيل الحياة الآمنة والحضارية التي كان ينعم بها السكان قبل الانتداب البريطاني والاحتلال الإسرائيلي، مشددا في الوقت ذاته على أهمية توثيق تفاصيل النكبة وأرشفتها وتعريف العالم بها.

ذات صلة

الصورة
جنديان إسرائيليان يعتقلان طفلاً في الضفة الغربية (حازم بدر/ فرانس برس)

مجتمع

بالإضافة إلى الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة، لا يتوقف الاحتلال الإسرائيلي عن التنكيل بالضفة الغربية، فيعتقل الأطفال والكبار في محاولة لردع أي مقاومة
الصورة
مكب نفايات النصيرات، في 21 مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

يشكّل مكبّ نفايات النصيرات في قطاع غزة قنبلة بيئية وصحية تُهدّد بإزهاق الأرواح وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة، وسط أوضاع إنسانية مأساوية..
الصورة
حرب غزة | آثار قصف المواصي في رفح 22/6/2024 (بشار طالب/فرانس برس)

سياسة

ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة بعد قصفها خيام نازحين في منطقة المواصي بمدينة رفح في أقصى قطاع غزة، التي سبق أن ادعت أنها مناطق آمنة.
الصورة
عائلة أبو عمشة في غزة تعاني من ويلات النزوح والمرض والحرب، 18 يونيو 2024 (الأناضول)

مجتمع

لم يتجاوز عمر الطفلة انشراح أبو عمشة الـ 16 عاماً، عاشتها في غزة كغيرها من أطفال القطاع المحاصر غير أنها عانت خلال أعوامها الصغيرة الحرب والسرطان
المساهمون