شركة "مارفيل"المُنتجة لافلام البطولة الخارقة

01 ابريل 2016
بوستر فيلم تجمّع الأبطال الخارقين Avengers (Getty)
+ الخط -
يمكن النَّظر لتاريخ السينما باعتباره مراحل مختلفة، في كلِّ مرحلةٍ هناك نوعٌ معيّن من الأفلام يغلب على النوع الآخر، إذْ يكتسح شباك التذاكر. ويحاول جميع المنتجين الدوران في فلكه.

الأفلام الموسيقيّة مثلاً في الستينيات، أفلام المغامرات في السبعينيات، الخيال العلمي في الثمانينيات، أفلام الحركة والمؤثرات الضخمة في التسعينيات، الملاحم المقتبسة عن روايات ناجحة في السنين الأولى من الألفية. ثم، وفي العشر سنوات الأخيرة، يمكن اعتبار نوع الأبطال الخارقين، هو السلعة الرائجة التي تكتسح البقية. تم التأسيس للأمر مع النجاح النسبي لفيلم X-Men عام 2000، ولكنّ الجزأين الأول والثاني، من سلسلة Spider Man من بطولة توبي ماجواير وإخراج سام ريمي لهما دورٌ أكبر. شخصيّة "الرجل العنكبوت" حققت شعبية كبيرة، لم تحقّقها شخصيّة كوميكس أخرى منذ سنوات. وجلب الجزآن عائداتٍ ضخمة مَهَّدت الطريق لإعادة إنتاج سلسلة "باتمان"، بشكل مُختلفٍ مع المخرج، كريستوفر نولان.


فيلم Batman Begins في 2005، خلق شيئاً مختلفاً من العمق، لم تعرفه أفلام الأبطال الخارقين من قبل، ولكن الإعجاز الحقيقي، ونقطة الانطلاق الثانية الكبرى لأفلام "الكوميكس" هي فيلم The Dark Knight عام 2008، الذي عصف بشباك التذاكر، ونالَ مقالات نقديَّة جعلته "أفضل أفلام العام". ووضعه الجمهور على موقع IMDB الشهير على رأس قائمته لأفضل 250 فيلماً في تاريخ السينما وقت صدوره (يحتل المركز الرابع الآن). هذا النجاح الاستثنائي، وجلب مليار دولار عائدات، دفع الأمور للأمام، خصوصاً مع حدث لا يقل أهميّة لـ"أفلام الأبطال الخارقين”، الذي شكّل حدثاً في نفس السنة.


بدأت شركة "مارفيل"، المتخصِّصة في القصص المصوَّرة عن الأبطال الخارقين، والتي باعت حقوق شخصية "الرجل العنكبوت" و"الرجال إكس" لشركات أخرى، بدأت الشركة في إنتاج أعمالها، ودشنت ذلك بثلاثة أعمال في 2008 كان أنجحهم وأهمهم Iron Man للممثل، روبرت داوني جونيور. قبل أن تتوالى إنتاجات وشخصيات "مارفيل": Iron Man 2 في 2010، Thor وCaptain America في 2011، قبل أن تحدث الطفرة الثالثة للصنف بعد "الرجل العنكبوت" و"باتمان"- عام 2012، حينما أنتجت "مارفيل" فيلمها الأول عن تجمُّع الأبطال الخارقين The Avengers.



حطم Avengers، الذي صُنِع جيداً من قبل المخرج، جوس ويدون، الكثير من الأرقام في شباك التذاكر، وحل في النهاية، كثالث أعلى فيلم في تاريخ السينما من ناحية الإيرادات المحليَّة أو العالميَّة، خلف فيلمي Avatar وTitanic، بعائداتٍ بلغت مليارا ونصف مليون دولار.

كانَت تلك لحظةً مُهمَّة، بشأن إدراك المنتجين رغبة الجمهور في مشاهدة المزيد من أفلام الكوميكس، والأهمُّ أنَّ تجميع الأبطال في فيلم واحدٍ، سيكون أمراً مثيراً جداً لانتباه وذائقة المتفرج.
شركة "مارفيل" أدركت قواعد اللعبة، بدأت في جعل كل أفلامها مرتبطة ببعضها، مع الاهتمام بالمستوى الفني وعدم الاكتفاء بالجانب التجاري، لذلك أخرجت Iron Man 3 ثم Captain America II بمستوى فني عال. وهو نفس العام الذي أخرجوا فيه فريقاً آخر من الأبطال الخارقين مع Guardians of the Galaxy، وكُلَّها أفلام حققت إيرادات عالية في شباك التذاكر، ونالت استقبالاً جيداً من النقاد.




في نفس الوقت، بدأت شركاتٌ أخرى في محاولة القيام بنفس اللعبة، شركة "فوكس" تعيد X-Men، وتقرر التجربة مع Fantastic Four مرة أخرى، ينجح الأول ويفشل الثاني. "كولومبيا" تفعل ذلك مع "الرجل العنكبوت" بعودة متوسطة النجاح في جزأين. وأخيراً، "وارنر برازرز" مع "سوبر مان".

قررت شركة "مارفل" إعادة إخراج فيلم البطل الخارق الشهير في فيلم Man of Steel عام 2013، بميزانية ضخمة، ولكن العائدات لم تكن كما المنتظر، مقارنة بالنجاحات الأخرى لـ"مارفيل". لذلك، قرَّر المنتجون المغامرة بلعبة كبرى في ظل السوق الرائجة للأبطال، وهي إعادة "باتمان" للحياة بعد ثلاثية "نولان". وفي نفس الوقت، الاستفادة من "تجمع السوبر هيروز"، في فيلم يحمل في صبغته عداءً بين أشهر اثنين من الأبطال في تاريخ الكوميكس: باتمان ضد سوبرمان.

في نفس الوقت الذي كانت "مارفيل" تؤسس لنفس اللعبة مع فيلم Captain America: Civil War الذي سيصدر في الصيف القادم، ويحملُ في جوهره حرباً بين "كابتن أمريكا" وبين "الرجل الحديدي". مع قرارٍ ثوري باحتماليَّة ضم "الرجل العنكبوت" كأحد شخصيات The Avengers المستقبلية.

المساهمون