وسام صليبا: هوليود بحاجة إلى واسطة

26 فبراير 2016
وسام صليبا في ديو المشاهير (العربي الجديد)
+ الخط -
وسام صليبا، ممثل للبناني، دخل قلوب المشاهدين بسرعة، بعد أوّل إطلالة له في مسلسل "أحمد وكريستينا"، ثم في مسلسل"متل القمر"، الذي يعرض حاليًا. شارك بعدها في برنامج "ديو المشاهير"، الذي أضاء الجانب الغنائي فيه. التقت "العربي الجديد" بصليبا، وأجرت معه الحوار الآتي.

أوّلاً، حول برنامج "ديو المشاهير"، والهدف الإنساني من المشاركة، يشير صليبا إلى أنَّ البرنامج قد أمّن له الانتشار، لا سيما أنّه تزامن مع عرض مسلسل "متل القمر". ويقول: "يعلم المشاهدون أنني كنت في الخارج لمدة 7 سنوات، فكسر(ديو المشاهير) الجليد الذي كان موجوداً. من جهةٍ أخرى، أكثر ما أحببته في هذا البرنامج هو الطابع الإنساني، لا سيما أنني اعمل مع جمعيات مختلفة قبل هذه المشاركة، وسأستمر في دعم الجمعيات الإنسانية، وهذا شرف لي، لأن (حب العطاء) أمر يسعدني جداً".

وحول الانتقال من تصوير مسلسل "أحمد كريستينا" إلى تصوير مسلسل "متل القمر"، يشير صليبا إلى أنَّ شخصيّة جهاد في "متل القمر" لا تشبه شخصيّة أحمد في "أحمد وكريستينا"، وإلى أنَّ دور جهاد مريح جدًا له، لأنّه مزيج من الغرور، وعدم المسؤولية، ويحمل الكثير من التناقضات. ويؤكد صليبا أنَّ تغيير الشخصيات هو أمر مهم لتطوير أداء الممثل، "كثير من الممثلين يقعون في فخ معروف، حيث أنّهم يرتاحون في أداء دور، يستمرون في القيام به. شخصيًا، بالنسبة لي، رأى المنتج مروان حداد، أني أستطيع التنوّع في أداء الأدوار. وما ساعدني أيضاً على أداء الدور، هو أني كنت مرتاحًا مع المخرج، سمير حبشي، رغم أنَّ الوقت كان مضغوطًا جدًا". أمّا عن لعب دور البطولة مع وجوه شابّة وجديدة، وخصوصاً، ستيفاني وسابين، فيشير صليبا إلى أنَّ "ستيفاني صليبا قريبة من القلب، وسابين عملت بكل قلبها، علمًا بأن كلتيهما تفتقران إلى الخبرة التمثيليّة، لكنهما استطاعتا تخطّي التحديات". ويعمل الآن صليبا في عمل "Webseries" مع سنيتا خليفة والياس الزايك، وهو عمل مؤلّف من ثماني حلقات للموسم الواحد. ويشرح المسلسل ثلاث قصص متداخلة مع بعضها البعض، كتبها دانيال حبيب، الذي عاش بين أميركا ولبنان. "صورنا حلقتين، ومدّة كل حلقة 10 دقائق، سيعرَض المسلسل على الإنترنت، وسيكون أوّل مسلسل يشاهد عالميًا من خلال Netfelx، الذي أصبح مسموحًا في لبنان، وبالتالي أصبح قانونيًا في الشرق الأوسط". وعند سؤال "العربي الجديد" صليبا، حول رأيه في توقع نجاح هذه التجربة في Webseries، أجاب :"كثيرًا". ويتوقّع أنّ سوق المشاهدة التلفزيونيّة سيقلّ كثيرًا في المستقبل، بسبب الإقبال على اليوتيوب ووسائل التواصل الاجتماعي. "المستقبل هو لـ Netflex، الناس تتجه في غالبيتها إلى الفيسبوك واليوتيوب".


من ناحية أخرى، ففي الوقت الذي كان فيه أغلب النجوم العرب يحلمون بهوليوود، والسفر إلى أميركا، عاد صليبا من لوس أنجليس إلى بيروت بعد أن أنهى دراسته الإخراجيّة. يشير إلى ذلك قائلاً: "الفرصة ليست سهلة وسانحة كما يعتقد البعض، هوليوود تغيّرت، ولم تعد كما كانت في الثمانينيات والتسعينيات، حيث كان الممثّل يجد فرصته في التمثيل، خلال 7 أشهر من الإقامة هناك، بينما اليوم، ربما تمضي أكثر من 10 سنوات من العمل في المدينة، وقد تكون النتيجة، في الآخر، لا شيء. هذا أولاً. ثانياً، عندما كنت هناك، كنت أمضي وقتي على الكمبيوتر أبحث عن الكاستنغ، ولكي لا تمضي سنوات عمري هدراً من دون نتيجة، عدت إلى لبنان. وهذه الخطوة مدروسة، لأن الاستراتيجية كانت بالانطلاق من هنا، لهذا، عندما أجريت الـ Cast أمام المخرج، سمير حبشي، 3 مرات، كنت سعيداً على الـ Set، لأن الدور كان لي، بينما في هوليوود يلزمك الكثير من الوقت لتحصل على الكاستنغ فقط، وليس للقيام بدور مثلاً. لم يعد الأمر كما كان، تحتاجين إلى واسطة على فكرة من أجل الدخول إلى هوليوود، ولأكثر من سبب".


أما عن سبب هذه الصعوبات، فيشير صليبا إلى أنَّ هنالك أكثر من مائتي ألف ممثل في نقابة هوليوود. "ابتداءً من عام 2003 كل شيء تغيَّر، الـ online بدأ ينال مجده، والـ Casting بدأ يقل حضوره وشعبيته، إذ أصبحت العلاقة محصورة بين المنتجين والممثلين، ولم يعد هناك كاستنغ ووكالات. لذا، لم تعد عملية الإنتاج تعجبني. عندها قلت لنفسي، بما أنّ الفرصة سنحت لي بأن أطلق اسمي في لبنان وفي العالم العربي فلم لا؟.

إقرأ أيضاً:جريمة شغف: أول الانتاجات المشتركة لرمضان

من هنا، بعد أن أكون قد أمنت الشهرة في العالم العربي وأوروبا، أستطيع أن أسافر إلى لوس أنجليس، إذا أردت القيام بالتصوير هنالك أو بالتسويق. المهم في أميركا هو التسويق، الجميع يستطيع أن يصور، لكن من ينتصر هو المروج الشاطر. في أميركا لا يريدون للممثل أن ينجح، أغلب الذين ينجحون وينالون الأوسكارات هم أشخاص لديهم اسم عالمي. الأنظار مسلطة على الممثل الـ exotique، حيث يفضلون الغريب، لأن أميركا بالنسبة لهم ليست كذلك. لذلك، ليس من داعٍ للإقامة في هوليوود كي أنتج فيها، أستطيع أن أعيش هنا في بلدي بالقرب من أهلي، لكن أنتج وأسوّق في هوليوود. هذه الخطوة لها علاقة بسعادتي".




بين وسام المغني ووسام الممثل، يجد صليبا نفسه قادرًا على التوفيق بين الاثنين. يقول في ذلك: "حاليًا، أكرس وقتي للتمثيل، لن أترك الموسيقى، وأنا بصدد دراسة بعض الأعمال الموسيقية، وعلى الأرجح سوف تكون أعمالاً غربيّة، لأنها تناسب مزاجي".

وعن المنافسة بين الممثلين، يشير صليبا إلى أنّه لا يقيم وزنًا لهذا الأمر، بل يساعد الغير، لأنَّ "الدنيا تسع الجميع". وعن أقرب الناس إليه في الوسط الفني، يسمي صليبا: "نيكولا مزهر وطوني عيسى وبشير مارون وإلياس الزايك ونيكولا معوض".

أخيرًا، يشير صليبا إلى أنَّ علاقته مع الإعلام جيدة جدًا، وإلى أنّه صبور من هذه الناحية، "الصحافي همزة وصل بين الفنان والجمهور. أنا أحب الإعلاميين، وهم يحبونني، وهنالك احترام كبيرٌ بيننا، وهذا الأمر يريحني كثيرًا".

إقرأ أيضاً:صناعة الدراما في لبنان تُنازع
دلالات
المساهمون