أفلام بيكسار القصيرة.. مصنع الأفكار العظيمة

15 اغسطس 2015
من Knick Knack (بيكسار)
+ الخط -
لو كان هناك شيء واحد فقط يميّز شركة "بيكسار" فهو قدرتها على "خلق" عوالم مدهشة وفي أماكن لم تخطر على بالنا قط، حالة "أنسنة" مستمرة لكل شيء، أن تتصرّف (الكائنات) على اختلافها بصورة بشرية، الألعاب في ثلاثية Toy Story.. وحوش لإرعاب الأطفال في ثنائية Monsters، الأسماك في Finding Nemo، الفئران في Ratatouille، الآلات في Wall-E، وصولاً إلى شخصنة المشاعر البشرية في آخر إنتاجاتها Inside Out.
ويمكن القول إن المنبع الأساسي الذي اختُبِرَت فيه تلك الأفكار مسبقاً كان "أفلام بيكسار القصيرة"، وربما يكون "جون لاستير" هو المُلهم الأساسي لكل هذا الاتجاه، لأن أفلامه الأربعة الأولى (بين 1986 و1989) كلها كانت متعلقة بـ"شخصنة" الأشياء: مصباح مكتب صغير يلعب بكرة مطاطية في Luxo Jr، عجلة السيرك التي تشعر بالوحدة داخل المحل وتتخيّل عرضاً أمام الجمهور في Red’s Dream. ثم مجموعة الألعاب التي تشعر بالخوف من الطفل صاحبها في Tin Toy، تلاها رجل الثلج المحبوس داخل بلورة زجاجية ويريد الخروج إلى بقية الألعاب في الشمس في Knick Knack.
تلك الأفلام الأربعة كانت "المصنع" الذي تم من خلاله خلق عالم Toy Story، الثوري جداً وقت صدوره، بل وجرت إعادة إنتاج شخصيات منها لتظهر ضمن صراع "وودي" و"بازلايتر".
لاحقاً، بدا أن مبدعي بيكسار قد توصلوا إلى هذا المنجم الذي يخصّ التعامل مع عوالم غير بشرية بالصراعات والمشاعر والأساليب البشرية، ولاحقاً حين انضم فريق جديد مثل براد بيرد وأندرو ستانتون، وبيتر دوكتير، ولي يونكريتش، وأخرجوا أفلامهم الطويلة.. ظلوا مخلصين ويستولدون أفكارهم من هذا المنجم.
بينما ظلت الأفلام القصيرة على نفس القدر من التجريب والثورية، وتحولت كذلك لـ"مصنع" آخر يخص الخريجين الجدد من "جامعة بيكسار" وتجاربهم في أفلام الرسوم المتحركة. فشاهدنا تجارب مميزة جداً، كائنات فضائية بأخف صورة سبق أن ظهرت في السينما في Lifted، أو الصراع بين الأرنب الذي يريد جزرته والساحر الذي يرغب في إنجاح عرضه مع Presto...

اقرأ أيضاً: فيلم "إنسايد آوت" يسحر جمهور "كان" بعرضه خارج المسابقة
دلالات
المساهمون