"ثلاثون" ليلة وليلة

25 يونيو 2015
تجربة شهرزاد هذا العام تبدو أكثر صعوبة
+ الخط -
في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، تميّز الموسم الرمضاني بالفوازير و"ألف ليلة وليلة" أوّلاً، والمسلسلات ثانياً. حتى إنّ المخرج المصري الراحل فهمي عبدالحميد دمج الفوازير مع "الليالي"، فباتت بطلتهما واحدة، مثل شريهان وليلى علوي. كما تمّ تقديم "الليالي" منفردة في مسلسلات تلفزيونية وإذاعية عديدة، عرضت غالبيتها في رمضان، هذا عوضاً عن الأفلام والمسرحيات، بداية من فيلم توجو مزراحي عام 1941، انتهاء بالفيلم ثلاثي الأبعاد للمخرج تامر مرتضى عام 2012.

يجد المشاهد العربي والمنتج أيضاً، في "ألف ليلة" مادة مناسبة لشهر رمضان، لعدة أسباب، أوّلها: تمضية الوقت، الذي يبدو أطول بكثير للصائم نهاراً، والسمر ليلاً، فحكايات شهرزاد اخترعت لتمضية الوقت، وربما التحايل عليه. كما أنّ نزعة الحنين القوية عند المواطن العربي، تجعله يشعر بأنّ التميّز الذي يستحقّه من التلفزيون تحديداً، يكون في استعادة كل ما هو قديم، لأن المسافة الزمنية الكبيرة بينه وبيننا كفيلة بأن ننسى شوائبه ونتعلّق بحسناته ورومنسيته أيضاً.

إضافة إلى سحر "الليالي" الدرامي، فحكايات شهرزاد المتولّدة من بعضها البعض، بُنيت بمنطق درامي، بل لعلّ أهل الدراما حين أرادوا تنظيم تقنيات وجماليات فنّهم استعانوا بكتب وقصص كثيرة من التراث الأدبي العالمي، كان كتاب "ألف ليلة" بينها، إلى جانب "أوديب ملكاً" لسوفوكليس.

تلك الحبكة الشهرزادية أثبتت نجاعتها الدرامية، فهي تُبقي الجمهور، سواء كان شهريار أو عموم المشاهدين، مرتبطين بالعمل، يربطهم خيط مشوّق من الحلقة الأولى إلى الأخيرة، التي تكون عادة 30، وهو قد يتشعّب إلى خطوط أخرى بالطبع.

اليوم تُستعاد "الليالي" في مسلسل جديد للمخرج رؤوف عبدالعزيز، ولكن التجربة تبدو أكثر صعوبة من أيّ وقت، لأنّ شهرزاد (نيكول سابا) تواجه منافسة قويّة من عشرات الشهرزادات الجميلات والأنيقات اللواتي يتقنّ الدلال على شهريار الكبير، الجمهور العربي، وحيث كل مسلسل هو "30 ليلة وليلة" تلفزيونية.

إقرأ أيضاً: بالفيديو..دنيا سمير غانم قبل عشرين عاماً وأكثر

المساهمون