عيد الطفل السوري؟

30 نوفمبر 2015
من احتفالات عيد الطفل (العربي الجديد)
+ الخط -
هنا في مدريد، المدينة التي أهداها العرب اسمها، مثلما أهدى إسبانيا أجمل معالمها، الحمراء في غرناطة، تحتفل المدارس كعادتها كل سنة بيوم الطفل، هذا إذ يأتي الآباء إلى المدرسة التي كتبت على جدرانها كل حقوق الطفل مثل "من حقي أن ألعب، من حقي أن تكون لي عائلة، من حقي أن أكون مختلفاً، من حقي أن أتعلم، من حقي أن أعبر عن رأيي، من حقي أن أعبر عن عواطفي وانفعالاتي". يأتي الآباء ويحملون أولادهم على أكتافهم ويقومون برقص رقصة مميزة جداً وهم يحملونهم، ويفوز الأب الذي يرقص أطول وقت وهو يحمل طفله فوق كتفيه.

بسمة دالي

ولكن المميز هذا العام كان طلب مدرسة نموذجية في قلب مدريد من شابة سورية التحدث عن أطفال سورية في يوم الطفل، وقد اختارت هذه المدرسة بسمة دالي التي جاءت إسبانيا منذ سنة ونصف تخبئ في حقائبها بلاداً مزقتها الحرب وأكل تخاذل العالم أحلام أطفالها وحياتهم.

جاءت بسمة إلى مدريد، وكانت قد أكلمت في سورية دراسة الأدب الإنكليزي وحملت معها خبرة أيضاً في مجال العمل مع المصادر البشرية. ولكن الأهم هو أن ظروف اللجوء السيئة جداً في إسبانيا لم تحبطها أبداً بل على العكس، فقد درست بسمة دالي اللغة الإسبانية بجدية عالية واستطاعت بسبب تميزها الحصول على منحة دراسية لمدة عام كامل للحصول على شهادة دبلوم حول المرأة والإدارة، لتكون المرأة الوحيدة غير الإسبانية التي تحصل على هذه المنحة ضمن ثلاثين امرأة رائدة في إسبانيا.

وجع أطفال سورية
لكل هذه الميزات اختارت المدرسة بسمة، ولكل ما تحمله بسمة من وجع في روحها وافقت، وقامت بالتحدث عن أطفال سورية، وذلك من خلال تواصلها مع أربع مجموعات من الأطفال، كل على حدة، وقد تكلمت بسمة عن حياة الطفل السوري قبل الحرب، ومن ثم عن آلاف الأطفال المشردين، ومئات الآلاف من الأطفال الذين لم يعرفوا مدرسة منذ أربع سنوات. كما تكلمت عن اللاجئين الأطفال وعن موتهم في البحر، وعن جوعهم وبردهم في المخيمات.

وقامت بسمة باللعب مع الأطفال قليلا، لكنها قالت لهم كم هو كبير عدد الأطفال السوريين الذين لا يستطيعون اللعب، ولا يستطيعون الكتابة لأنهم فقدوا أصابعهم، وقد دهشت بسمة من تفاعل الأطفال ومن أسئلتهم حول الأطفال الذين ماتوا في الكيماوي، ومن حبهم لها وطرح الكثيرون منهم استعدادهم لأن يتقاسموا طعامهم مع الأطفال السوريين أو يتقاسموا معهم غرف نومهم.

وقد قدمت إدارة المدرسة بطاقة شكر وتقدير لبسمة التي وصفتها بسفيرة الطفل السوري إلى أطفال إسبانيا، لكن بسمة تقول كنت أتمنى أن أكون سفيرة التميز والفرح عن أطفال بلادي، لا أن أكون سفيرة القهر في اليوم العالمي لحقوق الطفل.

إقرأ أيضاً: نصير شمّة ينشد للأقصى من قسنطينة
دلالات
المساهمون