لوحات فنية في غزّة تحاكي العنف ضد المرأة

29 نوفمبر 2014
لوحات فنية بغزّة تحاكي العنف ضد المرأة (العربي الجديد)
+ الخط -

وقفت الفنانة التشكيلية الغزّية خلود الدسوقي، أمام لوحة كبيرة رسمت فيها امرأة متمردة على الواقع الصعب الذي تعيشه النساء الفلسطينيات، كسرت خلالها عددا من القيود التي يفرضها عليها المجتمع، وقد عبأ دخان ثورة المرأة المكان الذي تشققت الأرض تحته.

لوحات الفنانة الدسوقي وضعت إلى جانب لوحات لستة فنانين تشكيليين شاركوا في معرض "الفن في مواجهة العنف ضد المرأة"، الذي نظّمه مركز شؤون المرأة في غزّة، ضمن فعاليات الحملة الدولية لمناهضة العنف ضد المرأة.

وتقول الدسوقي لـ"العربي الجديد": "رسمت عدداً من اللوحات التي تنصف المرأة في ظل الواقع الذي يظلمها ويهضم حقها، وأردت التأكيد على أن المرأة قوية ويجب عليها أن تكسر القيود المفروضة عليها"، لافتة إلى ضرورة تعزيز الفعاليات المساندة للمرأة والمنصفة لحقوقها.

إلى جوارها، وقفت الفنانة التشكيلية آمنة السالمي، التي شاركت بعدد من اللوحات التي تحدثت فيها عن الزواج المبكر واليأس والتيه الذي يصيب بعض النساء، كذلك القيود التي يفرضها المجتمع على المرأة، علاوة على الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة والتي تزيد من معاناتها.

وتوضح السالمي لـ"العربي الجديد"، أنها أرادت من خلال مشاركتها في المعرض إلقاء الضوء على عدد من القضايا الهامة التي تخص النساء والتي تتسبب بمعاناتها بشكل كبير، آملة أن تساهم المعارض والفعاليات بإنهاء معاناة المرأة الفلسطينية والالتفات إلى حقوقها المشروعة ضمن القوانين والتشريعات كافة.

أما الفنانة التشكيلية هناء حمش فتقول لـ"العربي الجديد"، إنها حاولت في لوحاتها إظهار جانبي الحزن والتحدي والإصرار في حياة المرأة الفلسطينية التي ترتدي الثوب التراثي الفلسطيني، مشيرة إلى أن المرأة قادرة على تحدي الواقع الصعب رغم الظروف الصعبة التي تعتريه.

المشاركة في الرسم للمعرض لم تقتصر على الفنانات، حيث شارك عدد من الفنانين التشكيليين برسم واقع المرأة، وتحدثت لوحات الفنان محمد العمراني عن صبر المرأة رغم الأسى والصعوبات، وعن أحلامها التي لم ولن تتخلى عنها، إضافة الى تمسكها بهواياتها الجميلة رغم الظروف القاسية.


أما الفنان التشكيلي حازم الزمر فقد أوضح من خلال رسوماته الخوف الذي يداهم النساء ونظرات الحزن بعيونهن، لافتاً إلى ضرورة الاهتمام بالمرأة كونها النصف الآخر للرجل، شاكراً مركز شؤون المرأة الذي ساهم بتوفير أدوات الرسم للفنانين المشاركين.

من ناحيتها، ذكرت مديرة طاقم شؤون المرأة أمال صيام أن المعرض يأتي في إطار الحملة السنوية لمناهضة العنف ضد المرأة، بالتزامن مع الحملة العالمية لمناهضة العنف ضد المرأة، والتي بدأت من الخامس والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني وتنتهي في العاشر من ديسمبر/كانون الأول من العام وكل عام.

وأوضحت صيام لـ"العربي الجديد"، أن العنف بحق المرأة يعتبر تعدياً على حقوقها وعثرة في طريق التنمية، خاصة وأنها تتعرض لعدة أشكال من العنف، أحد أبرز تلك الأشكال هو عنف الاحتلال الإسرائيلي ضدها والذي أدى لاستشهاد نحو 300 امرأة في الحرب الأخيرة ونزوح الآلاف منهن.

وأشارت صيام إلى ضرورة قيام الحكومة الفلسطينية بأخذ مواقف واضحة تنسجم مع القرارات الدولية بتبني قوانين تحمي المرأة من العنف، داعية المؤسسات النسوية والمدنية إلى تكثيف جهودها المناهضة للعنف ضد المرأة، والمطالبة بحقوقها كافة.

المساهمون