"ما خفي أعظم" يكشف تفاصيل مخطط قرصنة "بي إن سبورتس"

23 سبتمبر 2019
غرفة التحكم التي تنظم قرصنة "بي إن" (يوتيوب)
+ الخط -

كشف برنامج "ما خفي أعظم" عن تفاصيل غير مسبوقة عن مخطط قرصنة قنوات "بي إن سبورتس" القطرية من قبل شبكة تضم أطرافاً سعودية. وفي يونيو/حزيران 2017، أي بعد أيام من إعلان الحصار على دولة قطر من قبل السعودية والبحرين والإمارات ومصر، تم حظر جميع قنوات "بي إن سبورتس" ومصادرة أجهزتها في السعودية. وتزامن ذلك مع ترويج جهات سعودية لإطلاق مجموعة إعلامية رياضية جديدة، تُقرصن الشبكة القطرية.

وكشف البرنامج الذي بُث أمس الأحد على شاشة "الجزيرة"، أن شركتين سعوديتين هما "سيلفيجن" و "شماس" تورطتا في عمليات القرصنة التي قامت بها قناة تعرفُ باسم "بي آوت كيو" وتقع في مقر شركة إعلامية في حي القيروان بالرياض.

وحصل البرنامج على وثائق تثبت تحويلات مالية بين الشركات المتورطة وإدارة القمر الصناعي "عربسات"، كما كشف عن تجهيز مكان بديل لعملية القرصنة في دولة عربية أفريقية بعد زيادة الضغوط على السعودية.

كما عرض فيديو مسرباً من داخل مقر قناة "بي آوت كيو"، وكشف التفاصيل السرية للموقع والشخصيات المرتبطة به، كما أظهر الفيديو المعدات وأجهزة البث والاستقبال التي تستخدم بالقرصنة. وكشف أيضاً غرفة التحكم الرئيسية وأجهزة الخوادم التي تنظم عمل القناة وتوزع محتواها المسروق، من أجهزة "بي إن سبورتس "الأصلية المكدسة في مقر القناة المقرصنة.

وسيراً على نفس درب القرصنة والتشويش، ظهرت حملة تزامناً مع البرنامج، تحاول التشويش عليه. وأعلن مقدم البرنامج تامر المسحال على "تويتر" عن "حملات تشويش كبيرة ومتواصلة على هاشتاج البرنامج #ما_خفي_أعظم وإطلاق هاشتاجات بديلة موجهة .. لكن الحقيقة لا تغطى بغربال .. نتشرف بمتابعتكم دوما ونسعد بآرائكم جميعا مشيدين ومنتقدين #خلف_الستار".


ونقل البرنامج اتهام النيابة العامة القطرية ثلاثة موظفين في مجموعة "بي إن سبورتس" بالتخابر مع السعودية ومصر للإضرار بمصالح الشبكة الرياضية. وأفاد النائب العام القطري للجزيرة بأن أحد المتهمين الثلاثة سافر إلى السعودية بعد الحصار، ودخلها بدون تأشيرة ولا ختم جواز والتقى ضابط الاستخبارات السعودي ماهر المطرب. كما قدم المتهم الرئيسي في قضية التخابر معلومات سرية وحساسة ووثائق للمخابرات المصرية.

وأثبت التحقيق أن العملية ليست نتاج قراصنة عاديين، وإنما هي جزء من منظومة متكاملة بغطاء رسمي ودعم مالي، بحسب ما قالته "الجزيرة".

وفي أغسطس/آب الماضي، أكدت شبكة "بي إن سبورتس" امتلاكها "أدلة قاطعة" على تعرض قنواتها للقرصنة من خلال نقل العديد من الأحداث الرياضية، لا سيما مباريات كرة القدم الأوروبية، محملة المسؤولية لقمر "عرب سات"، ومقره السعودية.

وشكت الشبكة التي تعد من أكبر مالكي حقوق البث للأحداث الرياضية، في الأشهر الماضية، من تعرض قنواتها للقرصنة من قبل قناة "بي آوت كيو"، طالبة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) التحرك لوقف ذلك.

وأوردت الشبكة القطرية أن ثلاث شركات عالمية في مجال الأمن الرقمي ("سيسكو" و"ناغرا" و"أوفيرون")، أكدت "بشكل مستقل ونهائي أن قناة القرصنة التلفزيونية "بي آوت كيو"، التي تتخذ من المملكة العربية السعودية مقراً لها، والتي أدارت عملية قرصنة للبث الرياضي العالمي طوال العام الماضي يتم توزيعها على القمر الصناعي عربسات".

وفي أغسطس/آب الماضي، أعلنت رابطة الدوري الإنكليزي لكرة أنها ستقوم بما هو مطلوب لبدء إجراءات قانونية في المملكة العربية السعودية، وذلك بهدف حلّ مشكلة القرصنة المتعلقة بنقل مبارياتها ولحماية حقوق شبكة "بي إن" الإعلامية القطرية.



وفي سبتمبر/أيلول الحالي، خرج الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" ببيان مشترك مع الاتحادين الآسيوي والأوروبي، وكذلك الدوريات الكبرى، الإنكليزي الممتاز والألماني والإسباني والفرنسي، حول نشر تقرير بشأن عمليات قرصنة "بي آوت كيو".

وجاء في البيان: "نحن كأصحاب الحقوق للأحداث الرياضية التي تحظى بمتابعة عالمية، والتي تم الاعتداء عليها بطريقة ممنهجة وبشكل واسع من قبل شركة (بي آوت كيو) للبث التلفزيوني، فقد قمنا بتكليف شركة رائدة في هذا المجال وهي (مارك مونيتور) من أجل القيام بعمل بحث وإصدار تحليل فني تفصيلي ومستقل حول أسلوب عمل (بي آوت كيو)".

وكان الفيفا قد أكّد في تموز/ يوليو الماضي أنه سيتخذ إجراءات قانونية في السعودية تجاه أعمال القرصنة هذه، لا سيما بعد قيام القناة بقرصنة بث مباريات كأس العالم 2018 في روسيا.