عراقيون يهاجمون المالكي بعد افتتاح بطولة غرب آسيا

01 اغسطس 2019
بطولة غرب آسيا انطلقت يوم الثلاثاء (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

لم تهدأ عاصفة التعليقات الحادة التي صوبت إلى رئيس الحكومة العراقية السابق، زعيم حزب "الدعوة" نوري المالكي، بعد إصداره بياناً رفض فيه حفلاً موسيقياً في مدينة كربلاء (جنوب البلاد)، خلال افتتاح بطولة غرب آسيا الكروية.

وفي بيانه الصادر مساء أمس الأربعاء، قال المالكي إنه "يستنكر ويدين بشدة ما حصل في ملعب محافظة كربلاء المقدسة خلال افتتاح بطولة غرب آسيا التي رافقها حفل موسيقي راقص يعدّ تجاوزاً على حرمة المدينة وهتكاً لقدسية مدينة الإمام الحسين عليه السلام".

وطالب الحكومة العراقية بـ"فتح تحقيق عاجل لمحاسبة المقصرين ومن يقف خلف هذا التجاوز الفاضح على حرمة المدينة المقدسة، سواء كانت الحكومة المحلية أو وزارة الشباب والرياضة أو الاتحاد العراقي لكرة القدم، لضمان عدم تكرار هذه الأفعال مجدداً".

وأعقب البيان إقدام "ديوان الوقف الشيعي" على رفع دعوى قضائية ضد اتحاد الكرة العراقية والجهة المنظمة لافتتاحية بطولة غرب آسيا للعام 2019، بحجة "مخالفة للضوابط وخصوصية قدسية كربلاء وللأخلاق والآداب العامة".

ورد الناشطون العراقيون على المالكي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، رافضين هذه الرقابة، ومشددين على أن الاحتفال إنجاز وطني. وقال الناشط فايز الخفاجي: "احتدام الجدل حول قدسية كربلاء. هل المدينة والأشخاص بحد ذاتهم هم من يحملون القداسة في المفهوم الإسلامي أم القدسية للذات الإلهية"؟

وكتب علوان الشريف "لم أشاهد في ساحة الملعب شيئاً مما قالوا فقد كانت هناك ثلاث فتيات يقدمن عروضاً بسيطة وليس رقصاً بالمفهوم المعروف للرقص ويرتدين ملابس مقبولة تماماً، ولم أشاهد أحداً من الحضور (جمهوراً أو إدارة) قد عبر عن استيائه من المشهد المهذب تماماً بل العكس فقد تفاعل الجمهور مع المشهد تفاعلا كبيرا".

ورأى الصحافي مصطفى ناصر أن "أبشع انتهاكين شهدتهما كربلاء وصمتت ازاءها كل الأحزاب السياسية: الأول مقتل المدرب محمد عباس على أيدي قوات "سوات" عندما كان نوري المالكي قائداً عاماً للقوات المسلحة، والثاني مقتل الطفل حسين مازن عندما عذبته الشرطة لأنه كان يتسكع فانهار من الضرب ونزف داخلياً حتى الموت، وكان الضابط المتورط بالقتل هو أحد أقرباء المالكي وينحدر من منطقة طويريج.. ما تسمونه "قدسية كربلاء" يظهر مزاجية سياسية بالتعامل مع الأحداث".

ولم يقتصر الأمر على الناشطين والمهتمين، بل دخلت شخصيات سياسية على الخط. إذ أكد سكرتير الحزب الشيوعي العراقي، رائد فهمي، أن "ما حصل في كربلاء هو فعالية دولية، ومحافظة كربلاء عندما استضافتها كانت تعرف ما سيحدث وقد وافقت عليه"، مبيناً في تصريح صحافي أن "قدسية المدن، لا تعني منع الأنشطة والفعاليات وتقييد الحريات والمظاهر المدنية".

أما زعيم حزب "تمدن"، فائق الشيخ علي، فغرّد: "يشعر بالخجل لأنها عزفت النشيد الوطني في ملعب كربلاء! ما تشعر بالخجل: من تلخفج (تسرق) مال الله وعباده بحجة الحقوق الشرعية؟ من تكفّر الناس وتخرجهم من المِلة؟ من تجيك وحدة تطلب مساعدة وتشترط عليها تتزوجها متعة؟ من تسخر قناة تشيع الجهل والخرافة؟".

وأنطلقت بطولة غرب آسيا يوم الثلاثاء الماضي، في "ملعب كربلاء الدولي"، بمباراة جمعت بين المنتخبين العراقي المضيف واللبناني، وانتهت بفوز الأول.

المساهمون