مصر: تعذيب معتز ودنان بسبب إضرابه عن الطعام

22 يونيو 2019
ألقي القبض على ودنان في فبراير عام 2018 (Getty)
+ الخط -
أعربت هالة عبد العال عن بالغ قلقها وتخوفها على صحة زوجها الصحافي المصري المسجون، معتز ودنان الذي تعرض للتعذيب لردعه عن إضرابه عن الطعام الذي بدأه قبل أشهر كي يُسمح لذويه بزيارته. 

ومعتز ودنان صحافي مصري ومراسل موقع "هاف بوست". ألقي القبض عليه في 16 فبراير/شباط عام 2018 على خلفية حوار أجراه مع رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات السابق، هشام جنينة.

وضُمّ للقضية 441 لسنة 2018، المعروفة بـ "الثقب الأسود الذي يبتلع صحافيين وناشطين"، بتهمة "الانضمام لجماعة أسست على خلاف القانون ونشر أخبار كاذبة"، وأبرز من شملتهم القضية رئيس تحرير "مصر العربية" عادل صبري، وحسن البنا ومصطفى الأعصر، والمصورون الصحافيون زينب أبو عونة وعبد الرحمن الأنصاري ومحمد أبو زيد وإسلام جمعة وشروق أمجد، ولم يُحالوا إلى المحاكمة.

وكتبت عبد العال على "فيسبوك" أنهم لا يعلمون أي شيء عن ودنان منذ نحو شهرين، سوى أنه مضرب عن الطعام من أجل فتح الزيارة. 

وأضافت أن ودنان قال للمحامي الخاص به، خلال جلسة تجديد حبسه بعد عيد الفطر، أن إدارة السجن طالبته بفك الإضراب يوم 21 إبريل/نيسان الماضي، وعندما رفض، سحبوه مغشي العينين من زنزانته وضربوه وعذبوه وكهربوه، ثم نقلوه إلى زنزانة ثانية بلا ماء ولا كهرباء وفيها حمام هالك وبطانية واحدة، ولم يكن معه إلا ملابسه الداخلية التي كان يرتديها، وكانوا يدخلون له المياه في كيس قمامة مرة واحدة في اليوم. 

وأضافت زوجته نقلًا عنه "استمر ودنان في إضرابه رغم كل هذا لمدة 12 يوماً إضافياً، حتى وصل لحالة من الجفاف الشديد، وأصابت الشقوق لسانه، وبدأت آلام الكلى تزيد وتتضاعف، وتم إجباره على تعليق محلول وشرب المياه مقابل مسكن آلام للكلى".

كما قال ودنان لمحاميه خلال جلسة تجديد الحبس إنه ظل شهراً كاملاً من دون استحمام ولا نظافة شخصية، ويعيش في بيئة عطنة تؤدي للموت. 


واختتمت زوجته "معتز بيموت جوه وإحنا منعرفش عنه حاجة. ممنوعين من الزيارة رغم حصولنا على حكم محكمه بتمكينا من الزيارة. وحتى دخولنا قاعة المحكمة بقالنا تقريبا 7 شهور ونص مش بندخل القاعة.. وفي الآخر جه قاضي في عربيته الجيب ودخل مكتبه المكيف وتعب نفسه من بيته لحد المحكمة علشان يدي معتز 45 يوم تاني جوة القرف ده من غير ما ينظر القضية ولا معتز يتعرض عليه. وده بعد ما القاضي اللي قبله بأسبوع رفض يسمع حتى معتز عاوز يقول ايه وآجله للقاضي اللي بعده".

كانت أول وآخر زيارة عائلية لمعتز ودنان في 13 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2018. وقالت زوجة ودنان في حديثها لمؤسسة "المرصد المصري للصحافة والإعلام" إن محامي زوجها تقدم بتصريح زيارة لنيابة أمن الدولة العليا بتاريخ 12 أكتوبر/تشرين الأول عام 2018، وقد صدر التصريح بتاريخ 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2018 بزيارة زوجته ووالدته وأخته له يوم الثلاثاء الموافق 13 من الشهر نفسه، في "سجن العقرب".

وأوضحت أنهم ظلوا متواجدين في مقر الزيارة من الساعة التاسعة والنصف صباحاً حتى الواحدة ظهراً، إلى أن فقدوا الأمل في الدخول حين انتهت الزيارات العادية للسجناء الآخرين، إلا أن إدارة السجن سمحت لهم بالدخول، وظلوا جالسين معه لمدة ثلث ساعة، وخلال الزيارة طالب ودنان باستئناف أمر حبسه على أمل أن يخرج.

ورفضت إدارة السجن زيارة عائلية أخرى له يوم 26 ديسمبر/كانون الأول عام 2018، ومنعت أسرته من الدخول بالرغم من استلام تصريح الزيارة الملحق وتسليمه لإدارة السجن، موضحة أنهم لم يتمكنوا من الزيارة وكذلك لم يقوموا بتحرير محضر بالواقعة لعدم حصولهم على التصريح الذي سلموه لإدارة السجن.

وتقدمت أسرة الصحافي ببلاغ، في 21 مارس/آذار 2018، لنقل ودنان من "سجن العقرب" شديد الحراسة إلى سجن آخر يسمح بالزيارة، وبلاغ يسمح لها بزيارته، ثم حصلت أسرته على حكم قضائي ظل قيد التأجيل حتى تم استيفاء المستندات كافة من مجلس الدولة بأحقيتهم في الزيارة، صدر بتاريخ 26 يناير/كانون الثاني عام 2019، ولكن حتى تاريخه لم ينفذ الحكم. 

المساهمون