اللبنانيون لحكومتهم الجديدة: #لا_ثقة

12 فبراير 2019
تتغير الأسماء وتبقى الذهنية (تويتر)
+ الخط -
يصوّت البرلمان اللبناني، الثلاثاء، على الثقة للحكومة الجديدة التي يرأسها سعد الحريري، والتي أبصرت النور بعد تسعة أشهر من تكليف الأخير، نتيجة عراقيل المسؤولين وخلافاتهم على الصفقات والحقائب فيها.

وفي جلسةٍ شكليّة، إذ إنّ الحكومة أمّنت أكثرية الأصوات التي تمنحها الثقة من البرلمان، مسبقاً، طلب حوالى 60 نائباً الكلام، وهم بأغلبهم ممثلون فيها. لكنّ اللبنانيين الذين تستمر الحكومات المتعاقبة بتجاهل مشاكلهم وقضاياهم اليومية، مقابل الإمعان في الفساد والصفقات، رفضوا تلك الثقة، معبّرين عن آرائهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وعرض اللبنانيون مشاكلهم التي تحتاج إلى حلّ جذري، وبينها الكهرباء، والتي يتسلم حقيبتها منذ سنوات في الحكومة "التيار الوطني الحر" (يترأسه حالياً صهر الرئيس ميشال عون، وزير الخارجية جبران باسيل)، والاقتصاد والعبء المالي على الدولة، وغيرها. 

وانتقد اللبنانيون الاسم الذي أطلقته الحكومة على نفسها "حكومة إلى العمل"، على اعتبار أنّ هذه وظيفة الحكومات أصلاً في جميع الدول. وأشاروا عبر تعليقاتهم وتغريداتهم إلى أنّ ما تغيّر هو فقط بعض الأسماء، إلا أنّ الحكومة بعملها ومنهجها والمؤثرين فيها لم تتغيّر، وبالتالي فإنّ ثقتهم بها معدومة.
وتكثّفت تلك التغريدات على وسم "#لا_ثقة". وكتب ماهر أبو شقرا: "تتغير الوجوه، إنما الذهنية هي هي، والقوى الحاكمة تبقى نفسها. فوق الطاولة خلافات وتراشق للتهم وتقاذف للمسؤوليات، وتحت الطاولة تحاصص وتقاسم نفوذ.#لا_ثقة". وأضاف في تغريدة أخرى: "#البيان_الوزاري أعدته قوى روعت الناس في الحرب، وأذلتهم في السلم، وانتصرت عليهم في الانتخابات الأخيرة. نعم هذه القوى انتصرت على الناس. خدعتهم وضلّلتهم. ها هم يتحالفون اليوم، يقومون بتلاوة بيان وزاري سوف لن يتحقق منه إلا اليسير. #لا_ثقة #لبنان".

أما سلمان العنداري فقال: "لو كنت نائبا في البرلمان لحجبت الثقة فورا عن حكومة التناقضات. حكومة انفصامات ومشاريع وديون وفساد. #لا_ثقة". وغرّد أدهم الحسنية: "#لا_ثقة لحكومة صراع النفوذ الطائفي والمحاصصة". 

ودوّن زكي: "أكثر من ٤٥ نائبا طلبوا الكلام بجلسة إعطاء الثقة وهم ممثلون في الحكومة...أعفونا عناء شعاراتكم وشعركم الفارغ وانصرفوا إلى العمل، من تستحق الكلام هي المعارضة فقط #لا_ثقة". وقال جورجيو: "أكيد #لا_ثقة بحكومة أفرادها ينتمون إلى نفس المنظومة السياسية اللي كانت بالحكومة اللي قبلا مع تغيير بالأسماء!". 

وعلى الصورة الرسمية للحكومة، كتب عليها "لا ثقة"، غرّدت يارا متّى: "أكثر 50 نائبا من أصل 128 رح يحكوا بجلسات الثقة لحكومة بتضم 80% من مجلس النواب بس سؤال: شو كانوا عم يعملوا كل هل 9 أشهر؟ وين كنتوا لحظة إعداد البيان الوزاري؟ حكومة الشعارات الرنانة مش حكومة العمل... ملاحظة: 11 نائبا من الـ50 من حزب واحد #لا_ثقة". 

وتساءلت ليا "كيف بدّي إقبل أعطي ثقة لحكومة بتشكك بالمنظمات الدولية وبتعتبر إنو المحكمة الدولية أنشئت "مبدئياً" لإحقاق الحق والعدالة؟ وكيف بدّي إقبل أعطي ثقة لحكومة ما صرلا أسبوعين مشكّلة وبلّش الحديث عن مساعدة إيران للبنان عسكرياً، خدماتياً وصحياً لتكرّس انضمام لبنان للمحور الإيراني؟#لا_ثقة". أما مريم مجدولين فكتبت: "#لا_ثقة إن اتفقتم فعلى مالنا وإن اختلفتم سفكتم دمنا".

جدير بالذكر أنّ الحكومة اللبنانية أثارت جدلاً وسخرية منذ تشكيلها أواخر يناير/كانون الثاني الماضي. وتأتي جلسة البيان الوزاري والثقة بعد أيام من إقدام اللبناني جورج زريق على إحراق نفسه، بعدما لم يستطع تأمين القسط المدرسي لابنته، ما أثار غضباً واسعاً في البلاد. كما تأتي وسط تحرّكات دبلوماسية تجاه لبنان، وسباق سعودي - إيراني علني عليه.

كما يعتصم لبنانيون، مساء اليوم الثلاثاء، في ساحة رياض الصلح (وسط بيروت)، ضد منح الحكومة الثقة.














المساهمون