"شارلي إيبدو" تستهدف القيادية الفرنسية المحجبة مريم بوجيتو

23 مايو 2018
بوجيتو: "حجابي ليست له وظيفة سياسية" (فرانس برس)
+ الخط -

انضمت صحيفة "شارلي إيبدو" إلى قائمة منتقدي الطالبة الفرنسية ورئيسة الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا في "جامعة السوربون"، مريم بوجيتو، التي واجهت اتهامات وزراء فرنسيين بأنها ترتدي الحجاب كوسيلة لتحقيق مكاسب سياسية.

وكرست "شارلي إيبدو"، في عددها المخصص لليوم الأربعاء، غلافها لمريم بوجيتو، بصورة مخيفة رسمها مدير التحرير لوران سوريسو "ريس".

وكرّست الصحيفة للموضوع مقالة عنوانها "الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا يظهر إيمانه المعادي للعلمانية". واعتبرت المقالة التي وقعتها لور دوسي، وأضاف إليها "ريس" صورة تظهر وجهين متماثلين لمريم، أحدهما يمثل الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا والآخر اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، أن انتخابها "تخلّ عن الالتزامات الأصلية للنقابة التي كانت تدافع عن قيم تقدمية".

وإذا كانت مريم بوجيتو قد صرّحت بأنها لا تفكر في مغادرة النقابة الطلابية رغم كل المضايقات والتهجمات، فإن المقال يراهن على تحرك داخل هذه النقابة اليسارية لاستبدالها، إذ استنكرت الكاتبة "هل تقبل النقابة الطلابية أن تترأسها ناشطة في حركة (التظاهرة للجميع؟)".


وحاولت "شارلي إيبدو" أن تنأى بنفسها عن انتقاد اليمين المتطرف لمريم بوجيتو، إذ اعتبرت أن "الأمر يهمّ اليسار"، متسائلة عن الخطاب الذي يعبر عنه ارتداء إحدى مسؤولات النقابة الحجاب.

واستعانت الصحيفة بقياديين سابقين في النقابة الطلابية، لدعم مواقفها المناهضة لوصول مريم بوجيتو إلى رأس هرم النقابة: وهما: القيادي جوليان دراي، وهو اشتراكي مقرب من فرانسوا هولاند، وقال إن "إدارة النقابة التي تَقبل بقيادة هذه الشابة تلطّخ كل نضالاتنا في الجامعة الفرنسية… والعديد من أعضاء النقابة سيكونون مرعوبين".

وأحد قياديي التيار اليساري في الحزب الاشتراكي، إيمانويل موريل، الذي خسر انتخابات الحزب الفرعية، واعتبر أن "الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا لا يمكنه أن يتجاهل أن هذا الحجاب هو رمز. والإسلام لا يفرض على المسلمين ارتداءه في كل المناسبات. والطالبة تؤكد إرادتها في إظهار انتمائها لتيار متشدد في الإسلام"، مضيفا أن الأمر قبل عشرين سنة "لم يكن ليخطر على بال أحد". 



وأسفت الصحيفة لأن "النقابة الطلابية تخلت عن مواقف سابقة لها"، إذ سجلت، في الآونة الأخيرة، "بعض التغير في مواقفها تجاه العلمانية ومعاداة العنصرية، كالسماح بافتتاح قاعة للصلاة أثناء تجمع وطني"، وأيضاً قبولها لاجتماعات "غير مختلطة" و"تقتصر على العِرق نفسه"، وفقاً لها.

وعبرت الصحيفة، المتشددة في فهمها للعلمانية، عن استغرابها لدفاع النقابة الطلابية عن الطالبة وعن حق النساء في ارتداء الحجاب في الجامعة، وعن انتقادها لما رأت فيه إسلاموفوبيا بعد اشتعال السجال.

وانتهت المقالة المتحاملة على مريم بوجيتو بالتأسف على "تأقلم نقابة دعّمت حركة (الزواج للجميع) والحرية الجنسية، مع قيم دينية متشددة"، ثم وجهت سؤالاً لبوجيتو عن موقفها في حال وصول مناضلة في حركة "المظاهرة للجميع" وهي تشهر ديانتها الكاثوليكية إلى قيادة الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا. واعترفت الصحيفة بأن مريم بوجيتو لم تكلف نفسَها عناءَ الردّ على العديد من اتصالاتها.
المساهمون