فرق التضليل الروسية طاردت أصحاب الخوذ البيضاء "بوحشية"

19 ديسمبر 2018
زعم الروس أن "أصحاب الخوذ البيضاء" ينقلون أسلحة كيميائية(الأناضول)
+ الخط -

طاردت فرق التضليل الروسية عمال الإنقاذ المتطوعين في سورية، والمعروفين بـ "أصحاب الخوذ البيضاء"، في "حملة وحشية صارمة"، وفق ما أفاد فريق من الباحثين والمنظمة نفسها، أمس الثلاثاء.

وأفادت مجموعة البحث "بيلينغ كات" Bellingcat، ومركزها في المملكة المتحدة، بأن روسيا سخرت هيئات ومنافذ إعلامية تديرها الدولة في شن حملة تضليلية "وحشية ولا هوادة فيها" ضد منظمة "أصحاب الخوذ البيضاء"، بما في ذلك اتهامات لعناصرها بأنهم يعدون هجمات كيميائية على الأراضي السورية.

وأشارت "بيلينغ كات" في تقريرها إلى أن الحملة الروسية "خلقت شكوكاً حول قدرة أصحاب الخوذ البيضاء على تقديم الأدلة، وصورتهم كإرهابيين، وحاولت في نهاية المطاف تحويلهم إلى أهداف مشروعة".

ومنذ شباط / فبراير الماضي، نشرت وزارة الدفاع الروسية ومركز المصالحة الروسية ووسائل الإعلام الروسية 22 تقريرًا تزعم أن "أصحاب الخوذ البيضاء" نقلوا أسلحة كيميائية داخل وحول مقاطعة إدلب الشمالية. لم تحصل مثل هذه الهجمات، ولم توثق مجموعات المراقبة أي دليل يدعم هذه المزاعم.


"أصحاب الخوذ البيضاء" معروفون رسمياً بـ"الدفاع المدني السوري"، وهي منظمة إنسانية تضم 3400 متطوع، من مدرسين ومهندسين وخياطين سابقين، بالإضافة إلى رجال إطفاء. ويتركز عملهم على سحب الأشخاص من تحت الأنقاض، ويعود الفضل إليهم في إنقاذ آلاف المدنيين السوريين في سورية. 

كما كشفوا، عبر لقطات فيديو مباشرة، عن جرائم حرب ارتكبها نظام الأسد في سورية، وبينها الاعتداء الكيميائي في أبريل/نيسان عام 2017. وتطرق فيلم وثائقي أنتجته منصة "نتفليكس" إلى عملهم وتضحياتهم، وحاز جائزة "أوسكار"وترشيحين لـ"جائزة نوبل للسلام". 


وعلى الرغم من الإشادة العالمية بـ"أصحاب الخوذ البيضاء"، إلا أنهم يواجهون حملة إعلامية مضادة تديرها شبكة من الأشخاص يكتبون في مواقع إخبارية بديلة تكافح "أجندة وسائل الإعلام العريقة"، وفقاً لهم. وهؤلاء الأشخاص يشاركون وجهات نظر الحكومتين الروسية والسورية، ويجذبون جمهوراً هائلاً على الإنترنت، ويضخمون شخصيات يمينية متطرفة، ويحظون بمنبر على التلفزيون الحكومي الروسي، بالإضافة إلى جيشهم الإلكتروني على "تويتر". 

المساهمون