"العربية" والأزمة الخليجية... من الحليب التركي والمعدة القطرية إلى "الجن"

10 يوليو 2017
انقلب السحر على الساحر (تويتر)
+ الخط -



 

ليس هناك أفضل من الأزمات كاشفاً أخلاقياً للنخب التي تدعي الثقافة والمعرفة، وللمؤسسات التي تدعي المهنية والاحترافية، إذ أسقطت الأزمة الخليجية، كل أوراق التوت، تاركة أصحاب الأقلام المأجورة، والمؤسسات الإعلامية الداعمة والمحرضة لها عراة، ليحاكمهم المشاهد العربي. 

وبعد فشل حملات اتهام قطر بالإرهاب، التي شنتها دول الحصار ومن خلفها أذرعها الإعلامية من مؤسسات وأفراد؛ انحدر القائمون على حملات الأكاذيب والكراهية هذه المرة، إلى الاستعانة بالجن، إذ لا ضرورة لوثائق أو أدلة أو حتى منطقٍ لإثبات تلك الخرافة.

وأطلق مراسل "العربية" في أفريقيا، الخليل ولد اجدود، تغريدة على "تويتر" يزعم فيها أن دولة قطر تنفق ملايين الدولارات بالتعامل مع الجن والمشعوذين لحل الأزمة الخليجية"، لينقلب السحر على الساحر، فيتحول ولد اجدود ومؤسسته إلى مادة للسخرية والاستهزاء على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأطلق ناشطون حملة تغريدات مضادة تحت الوسم الساخر (#قطر-تتعامل-مع-الجن). ليكون من بين الأكثر تداولاً، ردوا فيه على المراسل والمؤسسة التي يمثلها، معتبرين تصريح ولد اجدودن دليل إفلاس وتغييباً إعلامياً، بينما اتخذ آخرون من السخرية، الأسلوب الأمثل للرد عليه.

وسريعاً انتشرت صور مشعوذين يطيرون على المكانس أرفقها مواطنون بالتعليق ساخرين: "وسيلة مواصلات جديدة في قطر"، بينما اعترف آخرون عبر فيديوهات ساخرة عن افتتاح مشاريع استثمارية في مجال الشعوذة والسحر.

وكتبت جواهر: "أبي رطباً من السعودية وحلوى من البحرين والإمارات لا ما بي شيء يا أهل قطر وصوا لي على جني يجيب لي الطلبات من لندن بليز". وغردت ثانية تقول: "بدور لي على جني يداوم عني"، وغردت هبا الكواري: "الوقت صيف وإجازة فرصة الواحد يتغدى بلندن ويتعشى بأستراليا بالتعاون مع السحرة وركوب آخر موديل من المكنسة".

وقالت لولوا الكواري: "إفلااااس مخجل، المال لشراء الذمم وتغييب إعلامي وابتكار الكذب لم يفلح في إخفاء الحق والعدالة لقطر، فكان هذا الابتكارالمضحك.#قطر_تتعامل الجن "، وغرد عبدالله الشايجي: تذكرت مثلاً إنكليزياً-لا أؤيده "كل شيء مباح في الحب والحرب" آخر ما توقعته-مراسل #العربية/ #قطر_تتعامل_بالجن-في #الأزمة_الخليجية! احترموا عقولنا!".

من جهته، فشل ولد اجدود بمحاولة "تبييض" تغريدته وتجميلها، فلم يأخذ أحد كلامه على محمل الجد، بل ازدادت الحملة شراسة، فما كان منه إلا أن اتهم منتقديه بأنهم "حاقدون على الإمارات والسعودية".

يذكر أن تهمة قطر "بالتعامل مع الجن" لم تكن الوحيدة من بين الأكاذيب المثيرة للجدل والسخرية، إذ سبق لـ"العربية" أن قدمت لمتابعيها، العديد من التقارير التي لا تعتمد التضليل فحسب، وإنما الاستهانة بعقل المتابع العربي، بدءًا من قصة "المعدة القطرية التي لم تعتد على الألبان التركية" وصولاً إلى قصة "حليب الحمير الذي يشربه القطريون".











المساهمون