حرب فلاتر الواقع المعزّز تهدّد "سناب تشات"

24 ابريل 2017
ضمن فيسبوك سبيسز الجديدة (فيسبوك)
+ الخط -
ربّما هي محض مصادفة إطلاق "سناب تشات" لمزيد من فلاتر الواقع المعزز في اليوم نفسه الذي أطلق فيه مؤسس موقع "فيسبوك" مارك زوكربرغ، خلال مؤتمر المطوّرين الثامن، فلاتر للواقع المعزّز لدعم قصص الموقع الأزرق.

أتت هذه الخطوة بعدما رأى زوكربرغ تأثير الفلاتر وعدد مستخدميها خصوصاً بين شريحة الشباب. فبعد نقل فكرة "سناب تشات" وإضافتها لتطبيق "إنستاغرام"، يسعى "فيسبوك" إلى القضاء على شركة إيڤان سبيغل، مؤسسة سناب تشات، عبر نقل أقوى خدمة لديها وهي فلاتر الواقع المعزز والتي يتناقلها رواد مواقع التواصل الاجتماعي على كافة التطبيقات. لكن ما الذي يميّز تلك الفلاتر وما الجذاب فيها؟

كما نعلم، تعمل الفلاتر على قياس شكل الوجه لتضيف عليه وتغيّره جزئياً أو كلياً. هنا نتحدّث عن أشهر فلاتر تطبيق "سناب تشات"، كفيلتر تاج الزهور، والذي بالإضافة لوضع تاج من الزهور الملوّنة على الرأس، يعدّل بلون الوجه كما أنّه يزيل أي بثور أو ألوان داكنة موجودة تحت العين أو على بشرة الوجه. من الفلاتر المشهورة أيضاً فيلتر وجه الكلب، والذي يتفعل مع الحركة. إذاً ما يميّز تلك الفلاتر، هو إمكانية تعديل الوجه وتغيير ملامحه بطريقة سهلة وجميلة، كما أنّها متجدّدة دوماً في حالة "سناب تشات" فتطرح الشركة أسبوعياً وجوهاً جديدة. كما أنّها تعدّل بالفلاتر السابقة لتتناسب مع الأعياد والمناسبات الخاصة. وإذا ما أردنا التكلّم عن السبب الرئيسي لاستخدامها، فإنه بسبب قدرتها على تحسين شكل الوجه، إخفاء البثور وتجميل شكل العيون والأنف بأقل من ثانية. وإذا ما احتفظ المستخدم بصوره المعدّلة وعاد ونشرها، لا يمكن التفرقة ومعرفة ما إذا ما كانت الصورة بلا فلتر، وذلك بسبب التقنية العالية المستخدمة في تطبيق "سناب تشات".

بالعودة لمؤسس موقع "فيسبوك"، فقد طرح الأخير خلال مؤتمر المطوّرين الثامن خدمة جديدة بعنوان Spaces، وهي تعمل مع أجهزة الواقع الافتراضي بحيث إنّها تقوم برسم الشخص كرتونياً ليتفاعل مع الشخص الآخر الذي يكلّمه في عالم افتراضي كامل تضاف إليه الصور والمقاطع المصوّرة، كما أنّه يمكن إضافة أي شيء فقط بقوله ليظهر بصورة كرتونية بين المتحدثين. كما أنّه طرح مجموعة من الفلاتر.

ففي بداية عرضه، شرح زوكربرغ أنّه يرى الكثير في كاميرا الهاتف من استخدامات للتسلية والإبداع. وخلال عرضه، قدّم زوكربرغ أمثلة عن أوائل الفلاتر التي ستُضاف لقصص فيسبوك. وفي محاولة ربما للابتعاد عن النسخ الجائر عن "سناب تشات"، شرح مؤسس الموقع الأزرق أن الفلاتر لن تشمل فقط الوجوه، بل ستتيح بناء عالم متكامل يتفاعل مع محيط المستخدم. لذلك، استُخدمت تقنيات وخرائط ثلاثية الأبعاد لقياس محيط المستخدم عن استخدامه للكاميرا الخلفية أو الأمامية مع خاصية التعرّف على الأشياء.


لكن وكما ذكرنا في البداية، فإن سناب تشات وفي اليوم نفسه أعلنت عن فلاتر جديدة تتفاعل مع المحيط وليس فقط الوجه. الشركة أعلنت عن فلاتر الواقع المعزّز في مقطع مصوّر نشرته على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي. وما يظهر بالفيديو قريب جداً من تطبيق بوكيمون غو الشهير والذي يستخدم كاميرا الهاتف لإضافة رسومات متحرّكة فائقة الدقة على أنّها بوكيمونات. وفي المقطع يظهر قوس قزح متحرّك، إضافة لزهور تنمو إذا ما كان المستخدم يمشي على أرضية خضراء.

الغريب في موضوع الفلاتر أنّها تزامنت مع الاستخدام المفرط للصور المتحركة والتي تدمج الصور بالمقطع المصوّر أو ما يُعرف بالـGIF. فبعدما كانت الصور الطريقة الأكثر استخداماً عام 2014 لنشر أي خبر أو التعبير عن شيء ما، تطوّر الاستخدام ليصبح المقطع المصوّر القصير الذي لا يتجاوز الدقيقة الأكثر قراءةً وتعبيراً على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي. لكن الصور وكما ذكر سابقاً، عادت لتكون الأكثر استخداماً عام 2016 وذلك عن طريق نشر خبر وإضافة GIF له. إذاً تمّ نشر الخبر ووصلت فكرته بصورة متحركة أو GIF ببساطة، ومن دون استخدام كبير لبيانات عبر الإنترنت.

وبالنظر إلى مستقبل الخبر، يبدو أنّه يتخبّط بين الصورة الثابتة والمتحركة، مع إمكانية إضافة فلاتر الواقع المعزّز والتي بمجيئها لموقع "فيسبوك" ستصل إلى أكثر من مليار مستخدم، أي ضعف المستخدمين الذين يستخدمون تطبيق "سناب تشات".

وإذا ما كانت فلاتر الواقع المعزّز سبب نجاح "سناب تشات" والمحفّز الأوّل للعدد الهائل من المستخدمين النشطين يومياً، فيبدو أنّ "فيسبوك" مصمّم على القضاء على إمبرطورية "سناب تشات" مستخدماً أدواتها الخاصة، ومعوّلاً على عدد مستخدمي "فيسبوك" والذي تخطى المليار ومئتي ألف مشترك نشط شهرياً.



المساهمون