أنظمة الذكاء الاصطناعي تميل للعدوانية

26 فبراير 2017
الذكاء الاصطناعي لن يصل إلى ذكاء الإنسان بالمستقبل المنظور(Getty)
+ الخط -
تعمل شركة غوغل منذ سنوات على تطوير مجال الذكاء الاصطناعي، وبالخصوص بعد استحواذها سنة 2014 على شركة "ديب مايند" Google DeepMind المتخصصة في تطوير أنظمة قادرة على لعب ألعاب الفيديو بشكل يحاكي طريقة لعب الإنسان استناداً على تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث نجحت مختبرات "ديب مايند" السنة الماضية في تطوير نظام "ألفاغو" الذي تمكن من هزم بطل العالم في لعبة "غو"، وهي لعبة صينية تعتبر من بين أكثر الألعاب الذهنية تعقيداً.

كما أكد العديد من العلماء أن قدرات الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2022، ستعادل 10% من قدرات الإنسان العقلية، وبحلول عام 2040 ستعادل 50%، أما في العام 2075 فستصل إلى 90% منها.

ويرى بعض العلماء أن الوتيرة السريعة التي تتطور بها أنظمة الذكاء الاصطناعي قد تشكل في يوم من الأيام خطراً على الإنسان، حيث سبق وأن حذر عالم الفيزياء النظرية ستيفن هوكينغ من العواقب التي قد يسببها تطوير الأنظمة الذكية التي تتميز بقدرتها على التعلم واكتساب مهارات جديدة دون أي تدخل من الإنسان. وللوقوف على مدى صحة هذه التنبؤات، تعمل غوغل في مختبرات "ديب مايند" على بحث جديد لتحليل سلوك أنظمة الذكاء الاصطناعي وتحديد ما إذا كانت تفضل التعاون أم المواجهة لتحقيق أهدافها.

ولتحقيق هذا البحث قامت غوغل بدمج أنظمة الذكاء الاصطناعي في ألعاب فيديو افتراضية، في اللعبة الأولى التي حملت اسم "Gathering"، حيث على كل لاعب جمع أكبر عدد من التفاح مع إمكانية استخدام بندقية ليزر لإعاقة الخصم، وأظهرت النتائج الأولية أن أنظمة الذكاء الاصطناعي فضلت اللعب بنزاهة في بداية اللعبة، أي في حالة توفر عدد كاف من التفاح للجميع، إلا أنها لم تتردد في استخدام بندقية الليزر لإبعاد الخصم عندما لاحظت أن عدد التفاح بدأ في التناقص.

وأشار الباحثون في شركة "ديب مايند" أنه كلما استمرت اللعبة وازداد تعقيدها تقوم أنظمة الذكاء الاصطناعي بالتعلم وتطوير قدراتها، الأمر الذي يتيح لها استخدام تكتيكات أكثر عدوانية لتحقيق أهدافها. وتم تجريب النظام في لعبة أخرى حملت اسم "Wolfpack"، وفي هذه المرة تم تحديد بعض القواعد للعبة والتي تشجع على التعاون لتحقيق الأهداف، وكانت النتائج الأولية أن سلوك أنظمة الذكاء الاصطناعي يتغير حسب الظروف والمحيط، إذ يمكن للذكاء الاصطناعي أن يميل للعدوانية والأنانية، كما يمكنه التعاون لتحقيق نتائج شخصية أكبر.




دلالات
المساهمون