هجمات روسيا الإلكترونية تخيف فرنسا

22 فبراير 2017
(سيرغي كونكوف/ تاس)
+ الخط -
بعد كلامه في "لوباريزيان"، نهار الأربعاء الماضي، عن "تدخل روسي غير مقبول" في الشؤون الرئاسية الفرنسية، عاد وزير خارجية فرنسا، جان - مارك إيرولت، لتحذير موسكو من الآثار التي ستخلّفها الهجمات الإلكترونية ضد مواقع حكومية ووسائل إعلامية وشبكات عامة على مستقبل العلاقات بين فرنسا وروسيا. 

كلام إيرولت الذي جاء في مقابلة مع "جورنال دو ديمانش"، الأحد، حمل لهجة قاسية ضد مسعى موسكو في تثبيت قوة مرشحَيها مارين لوبان وفرانسوا فيون في السباق نحو الإليزيه. وقال "يكفي أن نرى مَن مِن المرشحين تفضّل موسكو، لوبان وفيون، بالمقابل يتعرّض إيمانويل ماكرون لهجمات إلكترونية مستمرة منذ عدة أسابيع. هذا التدخل في الحياة الديمقراطية الفرنسية لم يعد مقبولا".

وأضاف رئيس الدبلوماسية الفرنسية "روسيا هي الدولة الأولى التي تطالب بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى كشرط أساسي في العلاقات الدولية. وأنا متفهم تماما. وعليه
فإنّ فرنسا والفرنسيين لن يقبلوا أن تملي موسكو خياراتها عليهم".

الهجمات الروسية على المرشح الرئاسي إيمانويل ماكرون، كانت قد بلغت ذروتها الأسبوع الماضي في ظل ترويج لأخبار كاذبة متعلقة بحياة ماكرون الشخصية، عمدت مواقع "سبوتنيك" و"روسيا اليوم" إلى بثها بالفرنسية، كتلك التي تتناول مثلية ماكرون وعلاقته بمدير راديو فرانس ماتيو غاليه. ماكرون، ردّ بشكل ساخر في أحد لقاءاته الانتخابية، غامزا من باب فرانسوا فييون ووظيفة زوجته الوهمية "أنا أحب بريجيت وأقضي معها معظم وقتي ولا أعطيها راتبا آخر الشهر".

وفي السياق نفسه، أجرت صحيفة "ليزيكو" (Les échos) حوارا مع ريشار فيران، الأمين العام لحزب "إلى الأمام"، الذي أسسه ماكرون العام الفائت، وسألته عن الهجمات الإلكترونية الروسية ومدى تأثيرها على حظوظ ماكرون في الربيع القادم. فيران الذي رأى أنّ هنالك تنسيق واضح بين بعض القنوات السياسية المحسوبة على الجمهوريين وأصوات يمينية متطرفة،
أدان كلام النائب الجمهوري نيكولا دويسك لسبوتنيك عن "عمالة ماكرون للولايات المتحدة الأميركية"، وقال "ليس مستغربا من الروس هذا الهجوم، وكلام صاحب موقع ويكيليكس جوليان أسانج عن امتلاكه معلومات خطيرة عن المرشح الشاب يأتي في سياق الحرب الإلكترونية التي تمارسها موسكو على كل المستويات".

وأعادت صحيفة "سود-ويست" (Sud-Ouest) المحلية سبب الهجوم المركّز الذي تقوم به مواقع روسية إلى "تخوف روسي من قدرة ماكرون على دفع أوروبا نحو الأمام اقتصاديا، وهذا الأمر لا يناسب موسكو، لذلك تفضّل روسيا خطابا محافظا كالذي ينتهجه فييون أو دعوة مباشرة للخروج من الاتحاد الأوروبي كمارين لوبان".

وأجرت الصحيفة حوارا مع غييوم بوبار، المدير العام للوكالة الوطنية لحماية شبكات المعلوماتية (Anssi)، الذي بدا غير متخوف من تضرر حملات المرشحين الانتخابية جراء تلك الهجمات لأنه، حسب رأيه، "القاعدة الأساسية للهجمات الروسية هي كيفية إيذاء سمعة المرشح، وفي الدرجة الثانية سرقة المعلومات الشخصية وتهكير البريد الإلكتروني وتغيير كلمة السر وما إلى ذلك من سرقة معلوماتية".

هيلين بلان، الخبيرة في الموضوع الروسي، حضرت في حوار على صفحات السود-ويست ضمن الملف المتعلق بالهجمات الإلكترونية وقالت "إذا كان ماكرون لا يعجب بوتين وخياراته ومواقفه لا تتماشى مع الخطوط التي رسمتها موسكو، فإنه سيعمل المستحيل لإضعافه". وتستند بلان إلى مادة بحثية نشرها جوليان نوسيتي في المركز الفرنسي للعلاقات الدولية، لتقول "لدى روسيا بوتين ثلاثة مرشحين اليوم: لوبان بالدرجة الأولى وفييون بدرجة أقل وتحتفظ بجوكر على اليسار هو جان-لوك ميلانشون. حركية ماكرون ونشاطه الأوروبي ورغبته في استعادة ماض اقتصادي متين يجعل منه خصم موسكو الأول اليوم".



المساهمون