تونس: عادة خطيرة تقلق مواقع التواصل

05 مارس 2016
(Getty)
+ الخط -
منذ ثورة 14 يناير/كانون الثاني 2011، تحتل المؤسسة العسكرية التونسية مكانة هامة لدى التونسيين الذين لم ينسوا وقوف الجيش الوطني إلى جانب الشعب التونسي آنذاك، حيث قام أفراد منهم بالتصدي لحماية المواطنين العزل وحماية المنشآت.

الطريف هو أن المواطن التونسي حافظ على علاقته الجيدة مع أفراد المؤسسة العسكرية، حتى أن مرافقة التونسيين للجيش خلال العمليات العسكرية داخل ساحة المعركة باتت عادة خطيرة لم يجد لها معلقون على مواقع التواصل أي تفسير منطقي.

ومؤخراً، رافق مواطنون تونسيون أفراد الجيش الوطني، خلال العملية العسكرية التي حصلت مؤخرا في مدينة بنقردان بالجنوب التونسي وانتهت بقتل خمسة إرهابيين، بالهتاف والتصفيق والتهليل بالانتصار، الأمر الذي أثار جدلا ساخرا على مواقع التواصل. وقد انتشرت صور وفيديوهات تنقل شجاعة التونسيين في مرافقة الجيش خطوة بخطوة إلى حين انتهاء العملية.

"التونسي لا يخشى الإرهاب"، شعار يردده سياسيون وحقوقيون خلال المنابر الحوارية والمسريات الشعبية وهو حقيقة أثبتها التونسي خلال عديد العمليات الأمنية والعسكرية التي لاحقت إرهابيين بالمناطق السكنية.




خلال عملية رواد التي جدت سنة 2014 والتي قضى فيها الأمنيون التونسيون على سبعة إرهابيين ذكور وإناث فشلت القوات الأمنية في تفريق المواطنين الذين أحاطوا بمكان العملية، مرددين النشيد الوطني، ومشجعين بالهتاف والتصفيق كل حركة انتصار ضد المجرمين؛ ما أجبر السلط الأمنية على نشر بلاغ ينادي التونسيين بعدم التجمهر لاحقا حول أماكن العمليات تجنبا لحدوث أي مكروه لهم. غير أن هذا التحذير لم يجد نفعاً، فخلال هجوم إرهابيين على متحف باردو سنة 2015 اضطر رجال الأمن إلى تهديد المواطنين بالسلاح بهدف إبعادهم عن مكان الحادثة؛ غير أن هذا التهديد لم يجد نفعا أيضاً حيث رفض المتجمهرون الانصياع، مؤكدين إصرارهم على دعم الأمنيين حتى لو شكّل هذا الأمر خطورة على أرواحهم.

وخلال مواجهات بنقردان التي حصلت يوم الخميس الماضي، مثلت مساندة متساكني الجهة لعناصر الجيش التونسي استثناء، حيث انتشرت صور المواطنين الأبطال على مواقع التواصل لتثير الدهشة والابتسامة. الصورة الأكثر انتشارا كانت لأحد المواطنين الذي استلقى جنبا إلى جنب قرب أحد أفراد الجيش أثناء قيامه بإطلاق النار على الإرهابيين. كما أثارت صورة عدد كبير من المواطنين المختبئين وراء شجرة لتصوير العملية والهتاف للجيش التونسي الكثير من التعليقات الساخرة.




الصحافي في "قناة التاسعة" التونسية وأصيل منطقة بنقردان سعيد الزواري نشر الصور على صفحته على "فيسبوك"، وكتب "مواطن من بنقردان إلى جانب جندي على خط النار هكذا استقبل أهالي الجنوب الإرهابيين، صورة بألف معنى".

أما صفحة "علي شورب" الساخرة على "فيسبوك" والتي تحظى بمتابعة هامة من التونسيين فقد كتبت "وراء كل جندي وكل أمني هناك ثلاثة مواطنين لتشجيعه وتوجيهه نحو الهدف." وكعادته في اقتناص الطرائف نشر الموقع الإلكتروني الساخر "تونس نيوز" مقالا شبّه فيه العمليات الإرهابية في تونس بمقابلات كرة القدم، فكتب "وزارة الدفاع التونسي تعلن أن المقابلة القادمة بين الجيش والإرهابيين ستكون بدون حضور الجمهور".

اقرأ أيضاً: حرب نشرات الأخبار بدأت في تونس
المساهمون