"فيسبوك"... ملاذ اليمنيين الوحيد

08 سبتمبر 2015
متابعة للموضوع الاجتماعي والسياسي والأمني (Getty)
+ الخط -
مع الحرب، اختصر "فيسبوك" الكثير من مآسي اليمنيين. في المدن المحاصرة والقرى التي تتعرض للقصف، كل من لامسه الوجع كانت مواقع التواصل الاجتماعي هي طريقه.
في مدينة تعز (جنوب غرب اليمن)، حيث تشتد ضراوة المعارك بين مليشيا الحوثيين المسنودة بقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من جهة، وقوات المقاومة والجيش الموالية للشرعية من جهة أخرى، ظل موقع "فيسبوك" خاصة هو وجهة الكثير من اليمنيين لوصف ما يحدث، إما بالحديث عن مواقع المواجهات أو حتى إطلاق نداءات الاستغاثة.
ونشط عشرات الصحافيين والناشطين الإعلاميين في المدينة، على نشر تفاصيل سير المعارك، والمواقع التي تتعرض للقصف سواء من الحوثيين وقوات صالح، أو طائرات التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
ورغم ضعف سرعة خدمة الإنترنت في المدينة، إلا أن هذه الإشكالية لم تقف أمام حركة النشر في "فيسبوك".
ولم يقتصر النشر على حسابات الناشطين، إذ أُنشئت عدد من الصفحات من أجل تغطية الأحداث، بينها صفحة "شبكة تعز الإخبارية"، و"تعز روحي"، وأخرى واصلت نشاطها منذ الانتفاضة الشعبية في 2011، كصفحة "تعز سيتي".
وعلى فيسبوك، نشر عشرات الناشطين رثاء لأصدقاء لهم فقدوهم في الحرب. وهناك من وجد حسابه مكاناً لبعث رثاءِ للكاميرا، وكتب الناشط أحمد باشا وهو أدمن صفحة "تعز سيتي"، "رفيقتي في جميع الأحداث الهامة وشاركت معي بالاقتحامات نالت ما نلته من الشظايا ووضعتكم في قلب الحدث كفرد في المقاومة، للأسف فقدتها أثناء الانسحاب والخروج من موقع المواجهات في الدحي، حزين لفراقها".
ونشرت صفحة "تعز روحي"، إحصائية لما ترتب على الأحداث، منها إغلاق 70 في المائة من المرافق الصحية، واحتجاز أكثر من 100 ألف سلة غذائية منها ما يقارب 30 ألف سلة غذائية نهبها الحوثيون، وتكدس نحو 700 ألف طن من مخلفات القمامة بشوارع وأحياء المدينة.
ولم تكن الاضطرابات الأمنية في العاصمة صنعاء، وما حدث من تفجيرين انتحاريين قرب مسجد شمالي المدينة بعيداً عما يتناوله الناشطون. وكتب رضوان فارع "لم يتبقَّ لنا مكان آمن في اليمن، يحصدون الأرواح في كل مكان...".

اقرأ أيضاً: صحافيو اليمن ممنوعون من الحركة
المساهمون