صراع حول تمثيل الصحافيين في تونس

27 اغسطس 2015
يبدو الصراع في بداياته (Getty)
+ الخط -
منذ الإعلان عن بعث المرصد التونسي للدفاع عن الصحافيين، عاد النقاش من جديد إلى الساحة الإعلامية التونسية حول من له الحق في تمثيل الصحافيين التونسيين والدفاع عن مصالحهم وتبني مطالبهم وقضاياهم.

ويعود هذا الأمر أساساً إلى الأهداف التي أعلن عنها رئيس المرصد، توفيق العوني، والمتعلقة بالدفاع عن العاملين في القطاع الإعلامي والتكوين، والتي كانت تتولى القيام بها ثلاثة هياكل معترف بها في تونس، وهي النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين التي تتولى الدفاع عن المطالب المهنية للصحافيين، كما تتولى إدانة كل الإخلالات التي تمس القطاع، وتجعل من حرية الصحافة في تونس واحداً من مشاغلها الرئيسية. بالإضافة إلى النقابة العامة للإعلام التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل، كبرى المنظمات النقابية في تونس إضافةً إلى دفاع هذه النقابة عن العاملين في القطاع الإعلامي من موظفين وعملة وتقنيين. أما التكوين والتدريب فيتولاه المركز الأفريقي لتدريب الصحافيين والاتصاليين.

لكن إعلان المرصد التونسي للدفاع عن الصحافيين الجمع بين هذه الأهداف الثلاثة اعتبره يوسف الوسلاتي، عضو المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافيين في تصريح لـ"العربي الجديد"، "محاولة لضرب القطاع وتشتيت الهياكل المدافعة عنه"، وهي تهمة نفاها توفيق العوني الذي اعتبر "عملهم مكملاً لعمل النقابة وبقية الهياكل، وليس منافساً لها أو محاولة سحب البساط منها".

إلا أن الوسلاتي غير مقتنع بما ذهب إليه العوني، فيعتبر أنّ "هذا المرصد وراءه رؤوس أموال فاسدة تحاول ضرب القطاع الإعلامي من خلال الاعتماد على منظمة تدين لها بالتبعية بعد أن فشلت محاولاتهم السابقة". وقد اتهم الوسلاتي مباشرة رجل الأعمال التونسي، شفيق جراية، أنه
وراء هذا المرصد، وهو من قام بتمويله بغاية ضرب النقابة.

هذا الصراع المعلن عن الحق في تمثيل الصحافيين يؤكده محمد الهادي الطرشوني، عضو النقابة العامة للإعلام الذي صرح لـ"العربي الجديد" أنّ "هناك أطرافاً تريد ضرب القطاع الإعلامي المعروف بوحدة الصف". وأضاف: "لكن هذه الطفيليات التي ترفع شعارات الدفاع عن الصحافيين لا هم لها إلا تشتيت صفهم، وذلك تحت مسمّى الدفاع عنهم وعن مصالحهم". وبيّن أن "هذه المحاولات ستبوء بالفشل لوعي الصحافيين التونسيين والعاملين في قطاع الإعلام بمدى خطورتها وستبقى الهياكل المعترف بها هي الممثلة للعاملين في القطاع الإعلامي والمدافعة عن مصالحه".

رأي الطرشوني تشاركه إياه النقيبة السابقة للصحافيين التونسيين، نجيبة الحمروني، التي صرحت لـ"العربي الجديد" أن "هذه المحاولات البائسة لن تمس من الجسم الصحافي ولن تثني العاملين فيه عن الدفاع عن حقوقهم". وأضافت أن "هذه الدكاكين التي ترفع شعار الدفاع عن حق الصحافيين التونسيين تختفي وراءها أجندات رجال أعمال وسياسيين يحاولون بكل جهد تفتيت الجسم الإعلامي التونسي بعد أن فشلت محاولاتهم السابقة طيلة سنوات ما قبل الثورة وما بعدها".

في المقابل يؤكد توفيق العوني أن "الغاية من بعث المرصد التونسي للدفاع عن الصحافيين دعم الوحدة الصحافية وتثبيتها"، مضيفاً أن "المرصد وأياماً بعد بعثه لاقى استجابة من العاملين في القطاع الإعلامي تمثلت في انخراط ما يناهز 300 عامل في القطاع فيه".


اقرأ أيضاً: بالفيديو... إعلامية تونسية تقدم استقالتها على الهواء
المساهمون