وسائل التواصل كحقول تجارب: من الحكم؟

23 اغسطس 2015
تطرح التجارب أسئلة حول مؤهلات بيرسون (Getty)
+ الخط -
تتعدّد استخدامات وسائل التواصل الاجتماعي على اختلاف أنواعها في العالم. ومع تطور استخداماتها تبرز اليوم أوجه جديدة لمواقع التواصل التي أصبحت تُشكل حقلاً للتجارب الاجتماعية. هذا هو ما تقدمه حسابات كوبي بيرسين على فيسبوك، تويتر، يوتيوب، سنابتشات، وإنستاغرام. حيث يرصد بيرسين ردات فعل أُناس عاديين على تجاربه الاجتماعية التي يتقمص فيها شخصيات مختلفة من: متسول، مشاهير، و... مُغتصب أطفال.

يُقدم الشاب في نهاية الفيديو "توعية ميدانية" للمُشاركين، تختلف التقييمات بشأنها وبشأن صلاحية بيرسين الأخلاقية أو الأكاديميّة التي تؤهله لتسمية فيديوهاته بـ"التجارب الإجتماعية". ويحرص الشاب على تمويه وجوه كافة المُشاركين غير المُدركين لتصويرهم، كما يُبقي عناوين الأشخاص ومعلوماتهم الشخصية سرية قدر الإمكان.

يَظهر بيرسين في أحد الفيديوهات بدور المتسول الذي يرفع لافتة طلباً للمال "لشراء المال والمخدرات" فتنهال الدولارات الأميركية عليه مع عبارات الثناء من المُتبرعين. يُشجع هؤلاء بيرسين على "التمتع بالحياة" و"البقاء مُنتشياً". وفي الجزء الثاني يستبدل بيرسين اللافتة بأُخرى تقول: "بحاجة للمال لإعالة أسرتي"، بينما تجلس قربه طفلة صغيرة. يمرّ التسجيل بالتصوير السريع دون حصول بيرسين و"طفلته" على أي مبلغ مالي، قبل أن تلتفت شابة مُشردة إليه وتقدم له "حصيلة اليوم لأنك تستحقها أكثر مني"، كما تُشاركه الدعاء في صلاة قصيرة أقامتها على الرصيف. وينتهي التسجيل بتقديم بيرسين مساعدة مالية للشابة التي أظهرت تعاطفها معه.




لكن تسجيلات بيرسين لا تنتهي جميعها بصورة إيجابية. ففي أحد التسجيلات يُنشئ الشاب حساباً وهمياً على "فيسبوك" ويتواصل مع فتيات أميركيات بعمر 12، 13، و14 عاماً "بعد الحصول على إذن أهلهنّ" كما يشير في بداية التسجيل. وبعد أيام قليلة من الحديث معهن عبر الهاتف و"فيسبوك" يطلب إليهن الخروج "للإشارة إلى سهولة تمكن مغتصبي الأطفال أو الذين يعانون من البيدوفيليا، أي المهووسين في الأطفال".

وبالفعل، تستجيب الفتيات الثلاث في سيناريوهات مُختلفة للموعد المُفترض. فتتوجه ماكيلا إلى الحديقة العامة قرب المنزل للقاء صديقها الجديد، لتُفاجأ بشاب "ناضج" يُناديها قبل أن يظهر والدها ويصرخ فيها بشكل هستيري لتنهار الفتاة في نوبة ذعر وصدمة. وكذلك حصل مع جوليانا التي انتظرت قدوم بيرسين "الصغير" إلى منزلها بعد موعد نوم والدها... ليظهر الوالد على الباب وتتكرر نوبة الذعر والبكاء.

وفي السيناريو الثالث يرفض والدا جنا تصديق الرسائل التي يعرضها لهم بيرسين من هاتفه لمُحادثاته مع طفلتهما، إلى أن تُرسل الطفلة عنوان المنزل ليُقلها الشاب الافتراضي مع أخيه الأكبر (بيرسين)، بحسب السيناريو. تصعد الفتاة إلى الحافلة الصغيرة فيمسكها والداها المُقنعان من الخلف على أساس أنّهما مجرمان، لتتكرر نوبة الذعر ولا تنتهي إلا مع كشف الوالدين لوجهيهما. ولا يبدو أن الأمور بين أفراد العائلة قد مضت على خير لاحقاً مع سحب هاتف الفتاة خلال التسجيل وتوبيخها بشدة.




وتطرح هذه النهايات للتجارب الثلاث سؤالاً عن أهلية بيرسين للقيام بتجارب كهذه وأثرها في عقول الفتيات الصغيرات وحالتهن النفسيّة كما لآلاف المُتابعين. وإن كانت نسب المشاهدة والمُشاركة المُرتفعة للفيديوهات تشير إلى تقبل محتواها، لكن انتشارها لا يعني أن كل شخص أصبح حكَماً.


اقرأ أيضاً: مواقع التواصل تؤدي إلى الانتحار؟
المساهمون