صحيفة "الدستور"الأردنية تُمهل الحكومة لحل مشاكلها

23 يوليو 2015
انتقدت الصحيفة الديوان الملكي (GETTY)
+ الخط -
أمهلت صحيفة "الدستور" اليومية، الحكومة الأردنية حتى 2 أغسطس/آب المقبل، لمنحها مبلغ 5 ملايين دينار أردني، قرابة (7 ملايين دولار)، لإنقاذها من الأزمة المالية الخانقة التي تعيشها، والتي باتت تهدد قدرتها على البقاء. وهددت الصحيفة، بتنفيذ حراك احتجاجي أمام كل المواقع الرسمية، في حال عدم استجابة الحكومة لمطالبها، داعيةً من وصفتهم بـ "أحباء الدستور" للوقوف إلى جانبها.
وانتقدت الصحيفة العاجزة عن دفع رواتب العاملين فيها منذ ثمانية أشهر، في بيان لها تعامل الحكومة معها، مؤكدةً أنّ "الدستور لم تكن يوماً مجرد شركة مساهمة، أو مشروعاً عابراً في سماء الأردن، فهي سنديانة راسخة حملت مشروع الدولة والوطن، وأنفقت خلال رسالتها ملايين الدنانير حبراً وورقاً وما لا يقدر بثمن من العرق والجهد والفكر".

وأرجع البيان أسباب أزمة الصحيفة المالية إلى إقدام حكومات سابقة على "اغتصابها وتحويلها من شركة خاصة إلى ملكية عامة، خاضعة لكل اشتراطات الحكومات، ثم تحويلها إلى شركة مساهمة عامة بسطوة حكومية، فارضة الأغلبية على مجالس الإدارات التي أوصلت المؤسسة إلى ما وصلت إليه من أوضاع".

البيان الصادر عن الصحيفة التي احتفلت قبل أشهر بمرور 48 عاماً على صدروها، لم ينتقد رئاسة الحكومة، بل انتقد وبشكل لافت الديوان الملكي الأردني، فجاء فيه "الدستور ليست شركة تجارية ولا تطبع أحرفها على رولات ورق صحي فهي نقش في ذاكرة الوطن، كما النقش الذي حفره الأنباط على الصخر وهو ما لم تدركه الحكومة ولا حاشية القصر التي اكتفت بـ"التتويت" و"الفسبكة" كوسيلة إيصال واتصال بين الدولة والشعب وبين الملك والرعية". 

واتهمت الصحيفة مسؤولين بالديوان الملكي بحجب "الصرخة" التي أطلقتها قبل أشهر تستنجد فيها بالملك، متعهدة بأنها "لن تسمح لأحد بالاعتداء على ذاكرة الوطن الذي حمته "الدستور"، رغم كل محاولات شطب الذاكرة الوطنية من موظفي الديوان وأجهزة الحكومة، معتبرةً أنها لا تطالب بمنة أو هبة، بل تطالب بحقها الوطني ممن أوصلوها إلى هذه المرحلة".

اقرأ أيضاً: غياب ملك الأردن يثير أسئلة... مكررة

يُذكر أن مجلس النواب الأردني أقر في أبريل/نيسان الماضي، خطة غير ملزمة للحكومة تهدف لإنقاذ الصحافة الورقية بشكل عام والدستور بشكل خاص، عبر تقديم إعفاءات ضريبية لمدخلات إنتاج الصحف، وتأجيل ضريبة المبيعات المتراكمة، على أن تقوم الصحف بهيكلة نفسها والتخلص من الحمولة الزائدة فيها.
المساهمون