مجزرتا سيناء وأكتوبر تشعلان حرباً إلكترونية بين المصريين

02 يوليو 2015
(تويتر)
+ الخط -

اكتست مواقع التواصل في مصر بلون الدم وسواد الحزن، والخوف والرعب، في انعكاس طبيعي لليوم الدامي، عقب حادث إرهابي راح ضحيته جنود في سيناء، ثم دفع ثمنه أفراد من الإخوان المسلمين تمثّل بتصفية 13 منهم.
وبسخونة الأحداث ودمويّتها، كانت سخونة المشاركات على مواقع التواصل، بين بكاء وحزن، ولوعة وخوف، وتهديد بالقتل والإبادة، وفاشية وتحذير، ودعاية غبية ومظلومية، كل يبكي فيها على ليلاه، في يوم بكى فيه كل المصريين على اختلاف توجهاتهم.

وإلى جانب رواج وسمي #سيناء، #الشيخ_زويد، و#SINAI على جميع الحسابات منذ صباح أمس، دخل حرب الوسوم على منصات التواصل أكثر من وسم لكل طرف، فتداول مؤيدو النظام عدة وسوم، منها: #سننتصر_على_الإرهاب، #خير_أجناد_الأرض، والوسم الدائم معهم #الجيش_المصري_رجال، و#السيسي_يمثل_مصر.

في حين كانت تصفية قيادات الإخوان، في ضاحية السادس من أكتوبر، هي الحاضرة في وسوم معارضي النظام، دشنوا #مذبحة_6_أكتوبر، و#ارحل_ياسيسي_كفايه_دم ووسماً بالإنجليزية #muslimbrotherhood.

إلى ذلك، ظهرت على منصات التواصل حرب أخرى، بين الأذرع الإلكترونية الأمنية وتتزعمها سارة فهمي كعادتها، إذ كالت الضربات لمواقع الأخبار المؤيدة وعلى رأسها "الشروق" و"اليوم السابع" و"الوطن"، لنقلها أخبار هجمات سيناء، في غياب الرواية الرسمية، والتي أكدت سقوط العشرات، وأسر عدد من جنود الجيش في سيناء، وأظهرت الجيش في حالة مزرية أمام "ولاية سيناء"، واتهمت تلك المواقع بالنقل عن "الجزيرة" والمواقع الأجنبية.

وكان كعادته "نوستراداموس" الإعلام توفيق عكاشة حاضراً بقوة، كما عوّد مشاهديه مع كل حدث ضخم، يكون مطابقاً لأحد نبوءات الرجل المقرب من المخابرات الحربية، فتداول الناشطون فيديو لنبوءته التي تحققت عن مقتل الكثير من الجنود والضباط في شهر رمضان، ولم يكن بعكاشة إلا أن يذكر أسماءهم.


ورغم عدم إعلان الحداد على القنوات المصرية أو تغيّر برامجها الرمضانيّة، تحولت برامج "التوك شو" لنشرات عسكرية، تقترب بقوة من إعلام الستينيات، وكاد أن يظهر مذيعوها ببزة عسكرية وخوذة، لشحن المشاهدين بالحرب التي تخوضها الدولة، وإن اختفى عدو الستينيات الصهيوني، وحل الإرهاب، والذي يعني في زعمهم جميع "الإسلاميين".

وبالطبع، تبنّى هؤلاء الإعلاميون حرفياً رواية الداخلية حول تصفية قيادات الإخوان في 6 أكتوبر، التي غاب عنها المنطق في كثير من تفاصيلها... لكن "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة".

اقرأ أيضاً: صور مزيّفة تحتل المواقع الإخبارية من لبنان إلى مصر

بعض المؤيدين عابوا على الدولة ضرب الحداد على المجتمع في حالة مقتل النائب العام وعدم فرضه في حالة مقتل الجنود. وقال "ميدو" "ما اعلنوش الحداد على الجنود اللي ماتوا وهما صايمين وبيحموا البلد... حتى الموت فيكي يابلد بقى ليه واسطه".

والبعض عاب على السيسي والجيش القصور الأمني فقال طارق: "السيسي متحزم شهور طويلة لإخراج داعش من درنة ليبيا - ياعم داعش طلعت... تفضل اهتم بسيناء بدل فضيحة خير أجناد الأرض".
العامل المشترك الوحيد بين الجميع كان التباكي على الجنود البسطاء، الذين راحوا ضحايا الهجمات في سيناء واستحضر البعض منهم بعض مقولات رموز نظام السيسي وأشهرها مقولة وزير العدل المقال حول "ابن الزبال"، فقال عمار "ابن الزبال مينفعش يبقي قاضي.. لكن ينفع يبقي مجند ويتشحن على سيناء.. علشان القاضي وابنه يعيشوا".

وعن السجال بين الطرفين حول انتقاد الجيش والدفاع عنه، قال الحساب الساخر الذي يحمل اسم السيسي "99 بالمائة من اللي بيقول لو مش عجبك الجيش أبقی اوقف على الحدود، أول ما يكشف جيش بيدور على واسطة تنزله من ظابط لعسكري وواسطة تانية تبعده عن سيناء".

وعن الصراع بين أذرع السيسي والمواقع المؤيدة التي فضحت العدد الحقيقي للضحايا، قالت الصحافية نادية أبو المجد ملمحة للمتحدث العسكري السابق ونجم التسريبات الشهيرة: "تاني صحيفة الشروق أول من أعلن مقتل 64 جندي في سيناء وبعدها اليوم السابع وغيرهم، وماكانوش ناقلين من صحافة أو اعلام اجنبي قبل مايكلمهم آحماااد".
 
المساهمون