مهرجان أفينيون المسرحي يقام وسط احتدام سياسي في فرنسا

30 يونيو 2024
المخرجة أنجيليكا ليدل خلال مهرجان أفينيون المسرحي، 5 يوليو 2021 (نيك توكات / فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الدورة الثامنة والسبعون لمهرجان أفينيون تحتفل بانطلاقتها في فرنسا، متزامنة مع الانتخابات التشريعية، وتبرز التزامها بالقضايا الديمقراطية والاجتماعية من خلال اختيار عمل المخرجة الإسبانية أنجيليكا ليدل للعرض الافتتاحي.
- المهرجان يقدم حوالي 35 مسرحية ضمن برنامجه الرسمي وأكثر من 1600 عمل في عروض موازية، مع تخصيص ثلث العروض لفنانين إسبان ولاتينيين، وتقليل الملصقات للحد من النفايات.
- يعكس اختيار أعمال تحدي مثل "دامون. جنازة بيرغمان" التزام المهرجان بالحرية الفنية، مع جهود لتقليل التكاليف والتأثير البيئي عبر استخدام قطار مشترك لنقل الديكورات.

تتزامن الدورة الثامنة والسبعون لمهرجان أفينيون هذه السنة مع انشغال الفرنسيين بالسيناريوهات التي قد تُفضي إليها الانتخابات التشريعية، ويغلّف هذا السياق السياسي المحتدم الحدث الذي يُعد أحد أهم الأنشطة المسرحية في العالم، واختير لانطلاقه السبت في جنوب شرق فرنسا عمل للمخرجة الإسبانية أنجيليكا ليدل المعروفة بنوع من "الأصولية المسرحية".

وتستمر هذه الدورة من 29 يونيو/ حزيران إلى 21 يوليو/ تموز، وبكّر المنظّمون موعدها بسبب ما تتطلبه دورة الألعاب الأولمبية في باريس من استنفار واسع للشرطة.

واعتبر مدير المهرجان، البرتغالي تياغو رودريغيز، أن الحدث الذي تأثر أيضاً بتحديد الأحد 30 يونيو والأحد 7 يوليو موعداً لجولَتَي الانتخابات التشريعية الفرنسية "ضروري اليوم أكثر من أي وقت مضى (...) في السياق المضطرب للسياسة الفرنسية"، بعدما حلّ الرئيس إيمانويل ماكرون الجمعية الوطنية. واعتبر أنه حدث "ديمقراطي وشعبي وجمهوري وبيئي ونسوي ومناهض للعنصرية"، داعياً إلى الحؤول من خلال التصويت في صناديق الاقتراع دون وصول اليمين المتطرف إلى السلطة.

وهذا المهرجان الذي أسسه جان فيلار عام 1947، وتعجّ خلاله شوارع أفينيون بالمتفرجين، يسلّط الضوء هذا الصيف على اللغة الإسبانية.

نجوم وفن
التحديثات الحية
وخُصص العرض الافتتاحي السبت لمسرحية "دامون. جنازة بيرغمان" Damon. El funeral de Bergman للإسبانية أنجيليكا ليدل، المعروفة بأعمالها الحادة. وهذه المسرحية هي الجزء الثاني من ثلاثية تتناول الموت، وتغوص في عالم المخرج السويدي إنغمار بيرغمان الذي تخيل وكتب جنازته بعناية بعدما شاهد جنازة البابا يوحنا بولس الثاني عبر شاشة التلفزيون.

ومن خلال هذه المسرحية، عبّرت المؤلفة المسرحية عما يخيفها، أي "العار والغضب والموت والوحدة والجنون (...) والأسوأ هو الشعور بالذنب" الذي رأت أنه "الأكثر تدميراً". وشبّهته في مقابلة مع وكالة فرانس برس بأنه "كبيضة عنكبوت عالقة في الحلق وتنفث السم".

وفي هذا العمل المحظور على من هم دون السادسة عشرة بسبب مشاهده "الصادمة"، حاولت الكاتبة أن تعبّر "عن قوة الأفكار من خلال صدمة جمالية هدفها الأساسي المشاعر"، وبالتحديد "هذا الشعور المسبق، أي الإحساس العصبي قبل الشعور، الذي يترك المتفرج في حال من الضعف والقلق في مواجهة ما لا يستطيع تفسيره أو فهمه".

واعتبر تياغو رودريغيز، عند إعلان البرنامج في إبريل/ نيسان، أن عرض المهرجان عملاً للفنانة الإسبانية المعروفة "بأصولية وقوة نصوصها المسرحية" يشكّل حاجة "عاجلة، في وقت تكثر الهجمات على حرية التعبير والحرية الفنية". وأضاف أن اختيار الافتتاح بعمل لها يعبّر عن "دعم للخطاب الفني والجمالي الذي قد يهزّ" الجمهور. ووصلت الفنانة الإسبانية عام 2021 إلى أقصى الحدود، بتشويهها نفسها على المسرح.

الصورة
افتتح مهرجان أفينيون بعمل للمخرجة الإسبانية أنجيليكا ليدل (إكس)
العمل محظور على من هم دون الـ16 بسبب مشاهده "الصادمة" (إكس)

ويضم البرنامج في شق "إن أفينيون" الرسمي نحو 35 مسرحية، ثلثها لفنانين إسبان أو من أميركا اللاتينية. أما عروض "أوف أفينيون" الموازية، وهي أكبر سوق لعروض الأداء الحيّ في فرنسا، فهي عبارة عن أكثر من 1600 عمل، يُقدَّم نحو ربعها اعتباراً من 29 يونيو، لكنها تُقام رسمياً من 3 يوليو إلى 21 منه.

وللحد من توليد النفايات خلال المهرجان المشهور بملصقاته، سيتم كما في 2023 خفض عدد الملصقات لكل عرض إلى 150 حداً أقصى، وفق منظمي "أوف".

ونظراً إلى أن نقل لوازم الديكور والمعدات مكلف جداً، استُخدم قطار مشترك لإحضار ديكورات نحو 20 فرقة من المنطقة الباريسية إلى أفينيون.

(فرانس برس)

المساهمون