لحم الحمير.. لسدّ الفجوة الغذائية في مصر!

10 يونيو 2015
+ الخط -

أثار خبر العثور على 50 حماراً مذبوحاً و300 آخر جاهز للذبح في إحدى المزارع في محافظة الفيوم جنوب غرب القاهرة، قبل أيام من حلول شهر رمضان، ردود فعل غاضبة من المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى اهتمام كبير من الإعلام المصري.

ولم تكن هذه الواقعة هي الأولى، إذ تكرّرت السنوات الماضية مرات عدة، بحيث تمكنت مديرية أمن أسيوط بالتعاون مع إدارة الطب البيطري من ضبط جزار يبيع لحوم الحمير للمواطنين.

وفي القليوبية ضُبط جزار عقب قيامه باستخراج الحيوانات النافقة من الترع والمصارف وغيرها من الحيوانات غير الصالحة للاستهلاك الآدمي، ويقوم بسلخها وتنظيفها وبيعها للأهالي على أنها لحوم صالحة بسعر 40 جنيهاً للكيلو الواحد. وتنشط تلك الظاهرة خلال شهر رمضان، حيث هناك بعض المطاعم تقدم وجبة بسعر متدن لجذب أكبر عدد من المواطنين.
وفور إعلان وزارة الداخلية الخبر، حتى انطلقت المواقع الإخبارية والبرامج التلفزيونية لتمتلئ أحاديثها عن الحمير ولحومها وفوائدها وأضرارها.

على مواقع التواصل تبنّى بعضهم فرضية "بص العصفورة" التي تلجأ لها الأجهزة الأمنية للتغطية على قضايا أخطر، ولجأ بعضهم إلى السخرية وربط السخرية اللاذعة من أكل الحمير بالواقع السياسي المثير، أيضاً، للسخرية، وإن كانت سخرية بطعم المرارة.

وكان أطرف تعليق في برامج "التوك شو" التي تناولت ذبح الحمير هو تعليق جابر القرموطي على قناة ontv والذي قال: "الواحد من كتر أكل الحمير هيمشي ينهق في الشارع". ولام  المصريين على الإكثار من أكل اللحوم والكفتة في كبرى المطاعم، والتي لا يعلم مصدرها أحد. وقال: "بعض الناس يأكلون كفتة ولحوماً كثيرة ولا يعرفون مصدرها من الجزار".

المواقع الإخبارية المؤيدة للسيسي، روّجت طوال ليلة أمس لفوائد أكل لحوم الحمير وجوازها شرعاً وعدم مخالفتها للشرع. ووصل الأمر لترويج تصريح لخبير التغذية واللحوم، لطفي شاور، حول أهمية لحم الحمير في سد الفجوة الغذائية في مصر.

اقرأ أيضاً: "حرب الوسوم": الجحش والعجل... وعام على حكم السيسي

شريفوفيتش تبنّى نظرية "بص العصفورة" وقال "وفي الوقت اللي احنا بنهري فيه عن لحمة الحمير، كان القضاء الإداري ألزم الداخلية بالإفراج الصحي عن هشام طلعت مصطفى، أبانا اللي في المخابرات.. برافو"، وأضاف في تغريدة أخرى "الجيش معاه الفنادق والشواطئ والمستشفيات والطرق والإعلام والقضاء والشرطة والكباري ومصانع الأكل وصناعة الأدوية، بس ملوش دعوة بأزمة لحم الحمير".
الشيخ محمد الصغير طرح سؤالاً في غاية الأهمية وقال: "‏مطاعم القاهرة تشتري لحم الحمير من محافظة مجاورة وتقدمه كباباً وكفتة! هل هناك تلازم بين فضائح العسكر والكفتة؟".

لكن الحقوقي والإعلامي، هيثم أبو خليل، كان له رأي غريب وقال: "‏الأمانة تقتضي أن أذكر أحد إنجازات السيسي، وهي سد الفجوة الغذائية في قطاع اللحوم.. بلحوم الحمير".
أما حساب موقع "أخبارنا" فرأى المشكلة في موضع آخر. وقال: "‏موضوع الحمير بتاع الفيوم ده مصيبة بس المصيبة ليست في أكل الحمير.. بل في حكم الحمير".​
ونشر مؤلف القصص القصيرة، محمد شوكت، عبر حسابه على "تويتر" تغريدةً استنكر فيها ظاهرة ذبح الحمير لتوزيعها على المطاعم في مصر، والتي انتشرت أخيراً، في بلادنا... حتى الحمير لم يرحموها... لقد قتلوها.... ليطعموا منها الشعب المصري... ظناً منهم أن الشعب لم يعد يتذوق لا الطعام ولا الحرية!". بينما سخر إسلام: "إحنا ناكل لحم حمير ونشرب بانجو وشهرين تلاتة نحتل العالم".
المساهمون