الإضراب مستمر في "راديو فرانس": المفاوضات إلى نقطة الصفر

06 ابريل 2015
من إضراب العاملين (Getty)
+ الخط -
يدخل الإضراب في "راديو فرانس" أسبوعه الثالث، ليُصبح أطول إضراب خلال عشر سنوات. وبعد الدعوة التي أطلقتها وزيرة الثقافة الفرنسية فلور بيليران لاستئناف الحوار بين إدارة "راديو فرانس" والنقابات العاملة في إطار المجموعة الإعلامية، جاءت النتائج سلبية بشكل كامل في شأن إيقاف الإضراب. كُلّ هذا، أجبر "الإذاعة الفرنسية" على بثّ الموسيقى فقط.

ومن المتوقّع أن يستمرّ الإضراب الذي نشأ بسبب مخاوف من تقليص الوظائف وتقليل الخدمات لسدّ عجز في الميزانية متوقع أن يصل إلى 21 مليون يورو (23 مليون دولار) هذا العام، حتى يوم الثلاثاء المقبل (غداً) على أقل تقدير.

وغداً هو موعد انعقاد الجمعية العمومية للنقابات العمالية. ولا نتائج واضحة في ما يخصّ المفاوضات التي جرت يوم السبت الماضي، والتي استمرت سبع ساعات بعد العرض الذي تقدّم به الرئيس التنفيذي لـ "راديو فرانس"، ماتيو جاليه، والذي يقضي بتوحيد إدارات كل من إدارات "فرانس انتر"، و"فرانس انفو" و"فرانس كولتور"، من أجل العمل على الحد وتنظيم نفقات "راديو فرانس".

وخرج ممثّل الاتحاد الفرنسي الديمقراطي للعمل (CFDT) رونو دالمار بتصريح إلى صحيفة لاكسبرس، قال فيه: "مستمرون في إضرابنا إلى حين انعقاد الجمعية العمومية نهار الثلاثاء، الإدارة لا تعير حقوق العمال أي اهتمام، ونحن لن نتراجع حتى تتراجع الإداراة عن قراراتها في تسريح العمال".

وجاءت الدعوة لانعقاد الجمعيّة العمومية غداً، في بيان مشترك صادر عن النقابات التي ضمّت الاتحاد العمالي العام (CGT) والقوى العمالية التابعة له (FO) والاتحاد الفرنسي الديمقراطي للعمل (CFDT) والتجمع الوطني للعمال المستقلين (UNSA). وورد في نص البيان: "إدارة راديو فرانس تتحدّث عن تقدّم كبير في المفاوضات وعن حل قريب للأزمة يرضي الإدارة والعمال، فيما نحن لا نلمس أية إيجابية في الطروحات التي تتقدم بها الإداراة، وعليه فإنّ الإضراب مستمر حتى الأسبوع المقبل".

اقرأ أيضاً: متطرفو فرنسا عادوا: الإعلام سلاحنا

يرى العمال والمياومون وأعضاء النقابات المشاركة في الإضراب أنّ شخص "ماتيو جاليه" هو عنصر أساسي في الأزمة، نظراً لعدم مرونته ولحدية مزاجه التي تنفي عنه صفة "المحاور الإيجابي".

ويعتبر هؤلاء أنّ الطرح الذي تقدّمت به وزيرة الثقافة القاضي بالإبقاء على اثنين من الأوركسترا والفرق الصوتية في "راديو فرانس" ومشاركة الإدارة في جدولة الرواتب من دون اللجوء إلى صرف العمّال سيكون حلاً مقبولاً من معظم النقابات.

وعلّقت إحدى المشاركات في الإضراب على الأزمة على شاشة "لو باريسيان" بالقول: "أشعر بالأسف والحزن الشديد بسبب تعطيل البث الإذاعي، أنا أعمل هنا منذ 15 سنة تقريباً وراديو فرانس هي منزلي الثاني. أتمنى أن نتوصّل إلى اتفاق مبدئي في مطلع الأسبوع المقبل".

في ظل استعار الأزمة واستمرار الإضراب وإصرار العمال على نيل كامل حقوقهم يبدو أن ماتيو جاليه لا يبالي كثيراً. غيابه الأخير عن المشاركة في المفاوضات ورده الواضح على بيان "إسقاط الثقة وسوء الظن" الذي صدر عن عمال "راديو فرانس" بعد ظهر الجمعة الفائت بالقول: "أنا أستمد شرعيتي من تسميتي مديراً لهذه المؤسسة بالإجماع من أعضاء المجلس الأعلى للمرئي والمسموع"... كل هذا يُشير إلى أنّ مفاعيل الأزمة لن تنتهي بانتهاء هذه المرحلة حتى لو توصّل جميع الأطراف إلى حل مرحلي يرضي العمال والإدارة.

اقرأ أيضاً: فرنسا: وسائل الإعلام عرضت رهائن المتجر اليهودي للخطر
المساهمون