السبسي على خطى بورقيبة في التعاطي مع الإعلام

04 مارس 2015
لم يخفِ السبسي يوماً إعجابه ببورقيبة
+ الخط -

فاجأ الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي مقدّم برنامج "يوم سعيد " الذي يبث على الإذاعة الوطنية (إذاعة رسمية) عندما اتصل به على الهاتف مباشرة طالباً السماح له بمداخلة في البرنامج. وبالفعل بينما كانت الحلقة في بثّ مباشر مع مراسلي الإذاعة الوطنية في محافظة جندوبة (الشمال الغربي) والتي شهدت فيضانات، اتصل السبسي ووجّه رسالة مساندة للمواطنين فى محافظة جندوبة، واعداً إياهم بتقديم المساعدات الممكنة من خلال الفريق الحكومي الذي يزور المنطقة.

الناشطون في الشبكات الاجتماعية رأوا أن المكالمة تم التحضير لها مسبقاً، لكن دهشة مذيع البرنامج تؤكد عكس ذلك. "العربي الجديد" اتصل بمدير الإذاعة الوطنية سفيان بن عيسى الذي نفى أن يكون تمّ أي تنسيق لهذا التدخل من قبل الرئيس الباجي قايد السبسي أو إدارة الإعلام برئاسة الجمهورية، "جميعنا فوجئنا بهذا التدخل الهاتفي، ومعد البرنامج لم يتوقع مثل هذه المكالمة، خاصة أن إذاعتنا خصصت كامل برامجها اليوم للتواصل مع المواطنين مباشرة من محافظة جندوبة". وأضاف: "تم تخصيص فريق عمل كامل تحول إلى المناطق التى تضررت من الأمطار الأخيرة، وقد أعلنّا عن ذلك منذ يومين من خلال ومضات إذاعية يومية".

[اقرأ أيضاً:غضب من الإعلام التونسي: ما هكذا تغطّى الكوارث]

اتصال الرئيس مباشرة بالإذاعة الوطنية لا يعتبر سابقة فى تاريخ الإعلام التونسي. فخلافاً للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي كانت علاقته بالإعلام شديدة التأطير في القنوات الرسمية، كان الرئيس الحبيب بورقيبة يتصل مباشرة بالإذاعة الوطنية ويتدخل فى برامجها مباشرة.

ويبدو أن الرئيس الحالي الباجي قايد السبسي الذي طالما امتدح الرئيس بورقيبة والذي يعتبره قدوته إلى حدّ انطلاق حملته الانتخابية الرئاسية من ضريح بورقيبة في ولاية المنستير في الساحل التونسي، يواصل حالة التماهي مع بورقيبة حتى في طريقة تعامله مع الإعلام من خلال الاتصال المباشر كلما استدعى الأمر ذلك.

كما أن الاتصال المباشر للرئيس السبسي بالإذاعة الوطنية يأتي بعد غياب طويل عن الحضور الإعلامي، حيث اكتفى الرئيس التونسي منذ توليه منصبه قبل شهرين، بظهور إعلامي وحيد في حوار مع التلفزيون التونسي الرسمي. وهو ما طرح علامات استفهام عدة حول هذا الغياب الإعلامي.
دلالات
المساهمون