أقدمت سلطات ثلاث دول عربية على حجب موقع العربي الجديد باللغتين العربية والانجليزية عن القراء في أراضيها، في سلوك لم تسوّغه أي منها بأي تبرير أو سبب، سواء في قرار لوزارة الإعلام السعودية الأسبوع الماضي، وتالياً في الإجراء المماثل في دولة الإمارات، كما أن السلطات المصرية، بعدهما، منعت وصول الزوار في البلاد إلى الموقع، من دون أي إعلام مسبق بالأسباب.
وبذلك، لا نجد غير عداء السلطات في الدول الثلاث ما يمثله "العربي الجديد"، وما يعبّر عنه، من قيم الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات العامة ومواقفه المبدئية من القضايا العربية وقضية فلسطين، ولا سيما أننا لم نتّبع في عملنا المهني، في ما ننشر من أخبار وآراء، وفي ما نتابع من مستجدات وقضايا، غير توخي الحقيقة والنقاش الحر وتبادل الأفكار. ونعتقد أننا أصبنا في هذا كله نجاحاً محموداً، دلّت عليه مجدداً المؤازرة النشطة لنا في مواقع التواصل الاجتماعي، فور ذيوع أخبار الحجب، وذلك تضامناً مع "العربي الجديد"، ودعماً لنهجه المهني والإعلامي، وذلك من خلال وسم #حجب_العربي_الجديد.
وإذ نؤكد رفضنا هذا التصرف الغريب من حكومات المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ومصر، فإننا، في الوقت نفسه، نعلن مجدداً ثباتنا على خيارنا الذي أخذناه مساراً لعملنا، والذي ظل دائم الانفتاح على مختلف الاجتهادات والتصورات السياسية في مجتمعاتنا، بحرية مسؤولة، وباحترام مؤكد للأخلاقيات المهنية والاعتبارية في العمل الإعلامي البعيد عن التزلّف والإثارة والفلتان الرخيص. وقد دأبنا على ذلك كله، منذ أطلقنا موقع "العربي الجديد"، قبل نحو عام ونصف، وفي أثناء نجاحه اليومي المشهود، وقد حقق لنفسه مطرحه المتقدم في صدارة المواقع الإلكترونية، الإعلامية والإخبارية والثقافية العربية الكبرى، وشكّل وصول عدد زيارات الموقع في كل الوطن العربي وفي دول الاغتراب إلى الملايين مسؤولية خاصة علينا، جعلتنا أكثر ثقة بما نحن عليه، وعلى قناعة بوجوب التجدد والحفاظ على هذه العلاقة الخاصة التي قامت بيننا وبين قرائنا ومتابعينا، والذين لم يبخلوا علينا بآرائهم، بل وبمؤاخذاتهم أيضاً، والتي تجد منّا كل احترام وتقدير، في كل المجتمعات والدول العربية، ومنها التي أقدمت على حجب الموقع.
وتعتبر أسرة "العربي الجديد" هذا الحجب دافعاً لها لمضاعفة عملها، وهي تعلن في هذا البيان تمسكها بقيم الحرية والديمقراطية والحوار المدني والحريات العامة، وبالمواطنة الحقة، وبقيم العروبة المنفتحة، وبوجوب العدالة الاجتماعية ضرورة ملحة في كل بلد عربي. وكنا نود من الذين اتخذوا القرار بحجب موقع الصحيفة عن قرائه أن يكونوا أكثر إدراكاً لأهمية قيام الإعلام بوظائفه، بكل استقلالية، في كشف كل الاختلالات وفي مختلف الموضوعات والقضايا. لكنهم، آثروا الحجب والمنع في التعامل مع أي وسيلة إعلام يبادرونها بخصومة مسبقة، فهل يعقل أنهم لا يعرفون أن وسائل كسر هذا المنع والحجب في زمن الثورة الرقمية التقنية عديدة، وأنه ليس هناك ما هو أيسر من الوصول إلى جمهورك، وخصوصاً إذا تسلّحت بالمصداقية والأهلية والكفاءة المهنية؟
* لمزيد من المعلومات، يمكنكم التواصل على حساب بريدنا الإلكتروني pr@alaraby.co.uk أو الاتصال على 00442071480353