من البوعزيزي إلى عفراء.. ماذا تغيّر في الواقع التونسي؟

17 ديسمبر 2015
التلميذة عفراء بن عزة (فيسبوك)
+ الخط -

تحتفل تونس، اليوم، بالذكرى الخامسة لإقدام الشاب التونسي محمد البوعزيزي على إحراق نفسه في محافظة سيدي بوزيد. خمس سنوات مرت على انطلاق الشرارة الأولى للثورة التونسية التي توّجت يوم 14 يناير/ كانون الثاني، بسقوط النظام وفرار الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، إلى المملكة العربية السعودية.

وبات منسوب حرية الرأي والتعبير العالي الذي أتت به الثورة التونسية، مهدداً نتيجة الإخلالات التي تشهدها تونس، وهو ما نبّهت له 60 منظمة نقابية وحقوقية، في بيانٍ أصدرته ليلة الاحتفال بالذكرى الخامسة لانطلاقة الثورة التونسية.

وباتت الحرية مهددة بعد الاعتداءات التي تعرّض لها عدد من التونسيين، آخرها ما تعرّضت له التلميذة عفراء بن عزة، أمس، بمحافظة الكاف، بالشمال الغربي التونسي، بعد احتجاجها على إقدام أحدهم على هدم معلم ثقافي بالمنطقة، فكان نصيبها الاعتداء من الأمن والإيقاف.

وعلى مواقع التواصل، أطلق الناشطون التونسيون وسم "#‏سيب_عفراء‬". في المقابل، لم تبدِ وسائل الإعلام التونسية الرسمية والخاصة اهتماماً بحدث انطلاق الثورة التونسية، واكتفت بعض الصحف اليومية بمقالات حاولت أن تلامس الموضوع، فيما ركزت القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية على الخلافات داخل الحزب الحاكم، نداء تونس، والصراع بين الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري "الهايكا" وقناة "الحوار التونسي".

أما الموضوع الذي نال النصيب الأوفر من التغطية، فيتعلق بالمحافظة التي انطلقت منها الثورة التونسية، محافظة سيدي بوزيد، وذلك للحديث عن مقابلة كرة القدم بين فريقي أولمبيك سيدي بوزيد والترجي الرياضي التونسي، والتي جرت وقائعها على ملعب 17 ديسمبر/ كانون الأول ليتمّ إيقافها بعد أن تم الاعتداء على الحكم المساعد بحجر استدعى نقله إلى أحد المصحات.

مواقع التواصل التي كان لها دور هام في نجاح الثورة التونسية، احتفلت بانطلاق شرارتها، حيث كتبت الإعلامية أسماء البكوش على صفحتها: "في مثل هذا اليوم 17 ديسمبر أحرق محمد البوعزيزي نفسه غضبا قهرا واندلعت ثورة، وأُصر على أنها ثورة مهما قزّمها المقزمون... كنا في عنق الزجاجة وكنا نختنق.. كنا نخاف من الجدران أن تنقل حديثنا حينما نتحدث عن السياسة.. كنا نرتجف خوفا عند تقديمنا لنشرة الأخبار ولنشاط الدكتاتور بن علي والوشاة يتربّصون بنا". وأضافت "قولوا ما شئتم أما أنا فسأقول ثورة وسأدافع عنها من قوى الردة ولن أعود للصمت مجددا. تونس الثورة وأنا تونسية وكلمتي حرة".



رأي تتقاسمه مع الناشطة زينة البكري التي كتبت: "مهما فعلوا ومهما قالوا ومهما كتبوا عن الثورة وشككوا بها... سأظل كشاهدة على العصر أكرر أننا قمنا بثورة... نور الثورة في قلبي ما زال حياً ومكملين للأخير بقدرة ربي".



اقرأ أيضاً: إيقاف برنامجيْن على قناة "الحوار التونسي"