إعلانات الإنترنت تسرق بياناتكم

11 ديسمبر 2015
(Getty)
+ الخط -
عند زيارة بعض المواقع على الإنترنت، قد تشعرون أنكم مراقبون على الفور. فما إن تتصفّحوا أحد الإعلانات، حتى تجدون أن الإعلان نفسه الذي أثار اهتمامكم لوهلة يلاحقكم في مختلف المواقع الأخرى، والتي لا علاقة لها ببعض. على سبيل المثل، إن ضغطتم على صورة إعلانية لسيارة أعجبتكم، ستلاحقكم هذه الصورة طوال اليوم على الإنترنت مرفقةً بالكثير من الإعلانات المشابهة عن السيارات، كأنّ هناك من أدرك أن السيارات تهمكم فأضافكم إلى لائحة زبائنه المحتملين.

قد تكون زوايا الإعلانات المثال الصارخ على أنظمة المراقبة وتتبُّع المستهلِكين التي توظفها الشركات عبر الإنترنت لجمع أكبر قدر من البيانات حول المستخدمين، في انتهاك مباشر لخصوصياتهم. وتمتلك هذه الشركات، بحسب الخبراء، ما يشبه "الصندوق الأسود" في الشبكة العنكبوتية حيث تحفظ فيه كل البيانات المسروقة من الهاتف الذكي أو الكمبيوتر المحمول، لترصد كل مستخدم بمفرده وتبث له ما قد يهمه من إعلانات، سواء أكان من محبي الموضة أو السفر أو الأجهزة الإلكترونية مثلاً.

اليوم، يعمل فريق باحثين من جامعة "كارنيغي ميلون" في بنسلفانيا الأميركية، على سد هذه الفجوة عبر ابتكار متصفّح فرعي يفتح تلقائياً ليفضح وجود أي طرف ثالث على الموقع الذي تتصفحه على الإنترنت، وبالتالي يخطركم بوجود المعلنين وما يبحثون عنه ويجمعونه عنكم من معلومات، وكيفية تفادي ذلك حفاظاً على بياناتكم.

اقرأ أيضاً: "فيسبوك" يُطلق أدوات لمكافحة الانتحار

وتجدر الإشارة إلى أن الإعلانات ليست الطريقة الوحيدة لانتهاك خصوصية المستخدمين وجمع البيانات عنهم من أجل استخلاص ما يثير اهتمامهم، بل وهناك دور كبير للشبكات الاجتماعية والهواتف الذكية المحمّلة بالتطبيقات الخفيّة. في هذا الإطار، يعمل فريق من جامعة "نورث إيسترن" في بوسطن، على ابتكار تطبيق ذكي ينذر المستخدمين أثناء تصفح أحد المواقع على الإنترنت في حال وجود من يتجسس عليهم أو يجمع البيانات حولهم.

وقد سبق أن قام الفريق بدراسة حول أكثر 100 تطبيق شعبية ضمن تطبيقات "أندرويد" و"ويندوز" و"آبل"، وتبيّن أن الكثير من التطبيقات تقوم على الفور بجمع معلومات حول الموقع الجغرافي للمستخدم، وجنسه وتاريخ ميلاده، والكثير من المعلومات والصور الواردة في رسائله الخاصة من دون وجود حاجة فعلية لذلك سوى لأغراض التعقب.



اقرأ أيضاً: هل تبيع "ياهو" حصتها في شركة "علي بابا"؟
المساهمون