دراسة جديدة لـ"أكسفورد": مواقع التواصل لا تتسبب بتعاسة المراهقين

07 مايو 2019
(أوللي ميلينغتون/Redferns)
+ الخط -
وجدت دراسة جديدة أكثر شمولاً، أنّ مقدار الوقت الذي يقضيه المراهقون على مواقع التواصل الاجتماعي ليس له سوى تأثير ضئيل على سعادتهم. 


ألقى الباحثون في جامعة أكسفورد باللوم على "العلم غير الدقيق" في الدراسات التي تشير إلى أن الوقت الذي يُقضى على وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يرتبط بمشاكل الصحة العقلية. ودعوا إلى التخلي عن مفهوم "وقت الشاشة" أي القيود المفروضة على استخدام الهاتف، بعد اكتشاف أن نسبة ضئيلة فقط من المراهقين الذين تغيّرت نسبة الرضا عن حياتهم يمكن تفسيرها بطول الوقت الذي يقضونه على الإنترنت.

وقال الباحثون إنّ على شركات التكنولوجيا تسليم بيانات تفصيليّة حول ما يفعله المراهقون على الإنترنت، لاكتشاف ما إذا كان هناك نمطٌ محدد للأذية على مواقع التواصل الاجتماعي، أو عن بعض المراهقين الذين هم معرّضون للخطر أكثر من غيرهم.

وكانت سلسلة من الدراسات قد وجدت أنّ الأطفال الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي أقل سعادة ممّن لا يستخدمونها. ولكن لم يكن واضحاً ما إذا كان وقت الأطفال على الإنترنت هو ما يتسبب في تعاستهم أم أنّ الأطفال البؤساء يبحثون عن العزاء على الشبكة.

وفحص الباحثون من "أوكسفورد" بيانات 12 ألف طفل بريطاني أعمارهم بين 10 و15 عاماً، وتم استجوابهم على مدى عدة سنوات، لتقييم ما إذا كانت التغييرات في وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم تتوقع تغييراتٍ حول تصنيفهم لمدى رضاهم عن حياتهم.


وقال كبير مؤلفي الدراسة، أندرو برزيبيلسكي، إنّ هناك "مشكلة دجاجة وبيضة"، إذ إنّ الأدلة التي تربط السبب والنتيجة سارت في كلا الاتجاهين، مهاجماً "العلم غير الدقيق" في الأبحاث السابقة. وبعد تحليل البيانات بأكثر من ألفي طريقة، أبلغ فريق الأبحاث، ضمن دورية "الأكاديمية الوطنية للعلوم" أنّ تأثيرات مواقع التواصل الاجتماعي على السعادة ضئيلة، "ويمكن القول إنّها تافهة".

وأشار برزيبيلسكي إلى أنّه خلال تجارب المراهقين الأبرز، وحين كانت أحوال الأصدقاء والمدرسة والمظهر والحياة الأسرية تتغير، كانت وسائل التواصل الاجتماعي مسألة هامشية. وقال إنّ "99.75 في المائة من الرضا عن حياة الشباب على مدار العام ليس له علاقة بما إذا كانوا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي أكثر أو أقل". وعلى الرغم من وجود تأثيرات على بعض الأطفال، قال برزيبيلسكي: "أعتقد أن هذا دليل على عدم وجود أي شيء كبير يحدث".

بعد أن رفضت سلسلة من التوصيات من قبل الأطباء والباحثين وضع حدود زمنية محددة لاستخدام الشاشة، قال برزيبيلسكي: "يجب ألا يكون الوقت هو الشيء الذي يقلق الآباء بشأنه. عندما يتحدث الناس عن "وقت الشاشة"، فإننا نتحدث عن هراء صاخب إحصائيًا".

يضغط الوزراء البريطانيون على شركات التواصل الاجتماعي، لحجب الصور التي تروج لإيذاء النفس استجابةً لحالات المراهقين الذين انتحروا بعد الاطلاع على الصور العنيفة عبر الإنترنت. ومع ذلك، قال برزييلسكي إن "المآسي هي شكل سيئ للغاية من الأدلة". وأشار إلى أنّه بما أنّ جميع المراهقين تقريباً كانوا يستخدمون شبكة الإنترنت، فمن المحتمل أن يكون أولئك الذين أقدموا على قتل أنفسهم قد استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي حتى لو لم تلعب أي دور في قرارهم.

المساهمون