The Martian.. معجزة آندي وير الخاصة

14 نوفمبر 2015
getty
+ الخط -
حكاية رائد الفضاء "مارك ويتني" الذي تركه زملاؤه في المريخ، ظناً أنه مات، وقضى هناك أكثر من عامين وحيداً يناضل ضد ظروف الطبيعة من أجل الحياة، قبل أن يعود أخيراً إلى الأرض، تبدو تلك الحكاية ملحمة جداً. ولكن في البداية يجب أن نسرد قصة أخرى لا تقل "هوليوودية" وملحمية.. وهي قصة الرواية نفسها التي كتبها "آندي وير" وكانت أكثر الكتب نجاحاً في أميركا عام 2014.

آندي وير، هو شخص ملهم لكل الأشخاص (العاديين) الذين تراودهم أحلام إبداعية في أن هذا الأمر محتمل النجاح، وأنك يمكن أن تصبح، في ظرف وقت قليل، وبدون أن تسعى إلى ذلك، أنجح كاتب أميركي، وتبدل حياتك العملية تماماً نحو الشيء المحبب أكثر لك.. كالكتابة.


مؤلف الرواية بالأساس ليس مؤلف روايات، هو متخصص في علوم الحاسبات، يعيش حياة عادية يكتب على هامشها بعض الأفكار التي ينشرها فقط على موقعه الإلكتروني. عام 2009 جاءته صورة تشمل حكاية عن رجل يعيش وحيداً في كوكب المريخ. بدأ "وير" في جمع المعلومات والتفاصيل العلمية الموصولة بقصته، درس الزراعة والفلك والفضاء وناسا وكوكب المريخ وميكانيكا المدار، من أجل أن يصبح مؤهلاً لكتابة الرواية، وعندما انتهى منها في عدة سنوات.. رفضت دور النشر التعاقد معه على نشرها، باعتبارها (غريبة)!

بدافع من اليأس أكثر من الأمل، بدأ "وير" في نشر الرواية مسلسلة على موقعه الإلكتروني، بشكل مجاني، فصلاً واحداً كل أسبوع. ونتيجة لتزايد عدد القراء أسبوعياً، وطلبهم توفير الرواية بشكل كامل بمقابل مادي.. وفر نسخة إلكترونية كاملة لـ"أمازون كيندل" مقابل دولار واحد، وهنا كانت النقلة.. باعت الرواية 35 ألف نسخة في 3 أشهر.


عند تلك النقطة صارت الأمور أسهل، تصارعت أكثر من دار نشر على حقوق الرواية، ومع نشرها مع دار "كراونغ بوشين" عام 2014 تصدرت قوائم "أعلى الكتب مبيعاً"، واختارها القراء ككتابهم المفضل للعام على موقع "غودريدز" الشهير. وفي النهاية اشترت هوليوود حقوق تحويلها إلى فيلم سينمائي يقوم ببطولته مات دايمون ويخرجه ريدلي سكوت، "سكوت" الذي كان مخرجاً أيقونياً بالنسبة لـ"وير" بسبب أفلام الخيال العلمي الكلاسيكية التي أخرجها.. ولم يتخيل يوماً أن يحول هو نفسه إحدى رواياته إلى فيلم.. ولكن هذا ما حدث في حكاية تليق بـ"هوليوود" فعلاً.

أقرأ أيضًا:ست حكايات سورية في مهرجان أدنبرة
المساهمون