يتفاقم خطر التغير المناخي عالميا، إذ تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى تغيير أنماط الطقس، كما تسبب خللًا في توازن الطبيعة المعتاد، ما يشكل العديد من المخاطر على البشر وسائر المخلوقات بحسب ما تحذر منه الأمم المتحدة.
وعلى مستوى عالمنا العربي، تسببت الظاهرة في أزمات على مستوى المياه والزراعة والاقتصاد والصحة وغيرها من المجالات، وما يفاقم الأمر هو سوء إدارة الملف، وعدم الاكتراث والعمل على وضع خطط قصيرة وطويلة الأمد تحدّ من تداعيات الجفاف المتفاقم وشحّ الأمطار، ونضوب المياه الجوفية، وهو ما يمس حياة الناس وموارد رزقهم، كما يكشف الجزء الأول من ملف "العربي الجديد" والذي ينطلق من سورية، التي تشهد تراجعاً في إنتاجية أشجار الزيتون، بسبب ارتفاع درجات الحرارة فوق معدلها الطبيعي وقت الإزهار، إلى جانب قلة الأمطار وتأخرها، ما أدى إلى تدهور جودة الزيت وكمياته، في وقت لا يحتمل فيه المزارعون أي خسارة بعد تفاقم معاناتهم وتردي أحوالهم المعيشية جراء استهداف النظام والروس مزارعهم وبيوتهم.
ويفتح الجزء الثاني ملف المياه في الأردن والذي يصنّف من بين 17 دولة تعاني من ضغوط مائية عالية للغاية، حتى أصبح العطش خطرا محدقا، ويتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة، في وقت تتخبط فيه الحكومات المتلاحقة وتعجز عن تطبيق استراتيجية طويلة المدى تحد من آثار الظاهرة الطبيعية.
ويوثق الجزء الثالث خطورة ظهور كائنات حية جديدة تهدد المحاصيل الزراعية، وتحديدا الدودة القرمزية التي قضت على نسبة كبيرة من أشجار التين الشوكي (الصبر) في فلسطين، بسبب ارتفاع درجة الحرارة التي تلائم نموها وتكاثرها ومن ثم سرعة انتشارها.
وفي اليمن، يعمق التأثير المناخي معاناة مزارعي الموز بسبب تذبذب سقوط الأمطار زمانياً ومكانياً، مع استمرار استنزاف المخزون الجوفي للمياه، ومن المتوقع أن يزداد شح المياه، وموجات الحرارة، والعواصف الترابية، والانهيارات الأرضية، والفيضانات المفاجئة، والسيول، وارتفاع منسوب مياه البحر، والفيضانات في المناطق الساحلية، ما يزيد من خطر تردي الأمن الغذائي في بلد بلغ فيه الجوع منذ عام 2015 أعلى مستوياته بحسب الأمم المتحدة.
ويكلف التغير المناخي سلطنة عمان خسائر مليارية، ويهدد مواردها الطبيعية وبنيتها التحتية بشكل متعاظم، ما يقتضي مواجهة استباقية تقلل من تداعياته، غير أن شح التمويل وقلة المتخصصين يعيقان استراتيجية التكيف وتخفيف الأثر، بحسب ما توصل إليه الجزء الخامس من الملف.
وفي مصر ظهرت تقلبات جوية حادة، تضمنت موجات حارة محمّلة بالرياح والأتربة وتساقط الأمطار الغزيرة بشكل غير معتاد، حتى أن العديد من التقارير والدراسات تشير إلى أن مصر، وتحديدًا منطقة الدلتا والإسكندرية، ستصبح ضمن أكثر المناطق الأكثر تضررًا من آثار التغير المناخي، وفقا لما قاله خبراء أمام مؤتمر قمة تغير المناخ الذي عُقد في باريس في ديسمبر/كانون الأول عام 2015.
وفي الجزء السابع، يوثق التحقيق معاناة بالغة يعيشها السعوديون بسبب تأثيرات العواصف التي ضربت منطقة الخليج العربي، فيما تقف أسباب جغرافية وبشرية وتغيرات مناخية مفاجئة وراء زيادة تأثيرها.