"موجة غضب"... ركاكة في المخيّلة

11 أكتوبر 2019
يُشارك الممثل فادي إبراهيم في المسلسل (فيسبوك)
+ الخط -
بدأت محطة "الجديد" اللبنانية بعرض حلقات مسلسل "موجة غضب"، من إنتاج شركة "فينيكس"، لصاحبها المنتج إيلي سمير معلوف. كتبت المسلسل زينة عبد الرزاق، وأخرجه معلوف، ويؤدّي دور البطولة فيه مجموعةٌ من الممثلين اللبنانيين. يلعب المنتج، إيلي معلوف، على منطق التّصاعد الدرامي العكسي، إذْ عرَض في الحلقة الأولى عناوين الحلقات الآتية تباعاً، طمعاً بكسب المُشاهد والمتابعة.

أحداث متسارعة
تدور قصص "موجة غضب" حول فتاة متواضعة "نور" (تؤّدّي دورها جوي الهاني)، تعملُ في محلّ للألبسة الرجالية، تُغرَم بشاب ثري "خليل" ( يؤدّي الدور علي منيمنة)، ويتزوَّجان لاحقاً، لتكتشِف أنَّها لم تُحسِن اختيار الرجل المناسب، الخارج من علاقة سابقةٍ، وخيانة امرأة شكّلت له عقدة نفسية. وكأن الكاتبة تبرر أسباب عنف "خليل"، لا بل يتبيَّن أنَّ "خليل" قد ترك طفلاً في الولايات المتحدة من علاقةٍ أخرى خارج الزواج مع فتاة لبنانية، تتوعَّد بدورها بأخذ حقها القضائي منه، خاصَّة أنّها ستحصل على الجنسية الأميركية بعد أن أنجبت الطفل. الحلقة الأولى تتضمَّن حفلةً صاخبةً من الأحداث: عروسٌ تقع في حبِّ شقيق عريسها في شهر العسل، شاب يحاول الانتحار لأنَّ والده صفعه. قتيل، تريد أرملته خطف ثروته مع ابنتها من درب ورثته الشرعيين، أبٌ وابنه يحتالان على امرأة من أجل ثروتها.
أحداثٌ لا تجد لنفسها مُتسعاً من الوقت، لرسم تفاصيلها بإتقان، كما يتطلب الفعل والمبرر الدرامي ذلك، إذ وقع مدير التصوير، سليم حداد، مثلاً في فخ الاستعجال.

ضعف أداء الممثلين
ضعف أداء الممثلين وركاكة الحوار واستسهال الكلام للوصول بالحلقة إلى ساعتها التلفزيونية، هي عواملٌ تضرب التصاعد الدرامي للأحداث. إذ لم نشْهد على أرض الواقع، والدةً تبلِّغ ابنها عن محاولة انتحار شقيقه، ولا تبدو على المُبلَّغ أي علامة من علامات الصدمة أو الاستهجان. كذلك الأمر بالنسبة لـ "داليا" التي تمرّ في فترة حدادٍ على والدها المقتول، إلا أنّها تجد مُتّسعاً من الوقت لقصص الحب وحل المشكلات المتعلقة بصديقتها "نور" وتقديم النصح لها. هكذا، وبهذه الطريقة أدار المنتج، إيلي سمير معلوف، مسلسله.
أخطاء متكرّرة
يقع "موجة غضب" في أخطاء لا تمر، ولم تعد ذات أهمية اليوم. فما كانت تعانيه الدراما في الماضي من صراخ، عاد "موجة غضب" وكرسه. ويقع المسلسل أيضاً في مشكلة الصورة الضعيفة والكادر الذي لا مبرر دراميا له. فالافتعال للوصول إلى الهدف يبرر وسيلة التصوير والإضاءة والموسيقى التصويرية الصاخبة والمزعجة في آن. ناهيك عن الابتعاد الكلي عن البحث الجدي والواقعي في تفاصيل عناصر الرواية الدرامية في مجتمع الأغنياء والفقراء، وفي مجتمعات الاحتيال والنصب، حتى وصل الحوار في معظم الأحيان إلى أن يكون بمقاسات ولّاديّة. "موجة غضب" يستلُّ عناصره من مخيلة الكاتبة والمخرج، لا من المجتمع ومشكلاته وإشكالياته وتعقيداته، إذ تبدو هذه الدراما إما من ثلاثينيات القرن الماضي، أو مستمدة من القرن المقبل، بتنفيذ لا إبداع فيه، إلا أنه، وكما يبدو، يرضي بعض المشاهدين.


دلالات
المساهمون