مرض ألزهايمر: دواء واعد قد يساهم في العلاج

09 أكتوبر 2024
بروتينات تاو تلعب دوراً حاسماً في الحفاظ على بنية ووظيفة الخلايا العصبية في المخ (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- طور فريق بحثي دولي مثبط ببتيد RI-AG03 يستهدف "النقاط الساخنة" لتجمع بروتين تاو، مما قد يساعد في معالجة تأثير الخرف المتزايد.
- أظهرت التجارب فعالية الدواء في منع تراكم بروتينات تاو وإطالة عمر ذبابة الفاكهة، مع تقليل التفاعلات غير المرغوبة والآثار الجانبية مقارنة بالمثبطات الحالية.
- يخطط الباحثون لاختبار الدواء على القوارض قبل التجارب السريرية البشرية، مع توقع تأثير كبير على اكتشاف الأدوية للأمراض التنكسية العصبية.

حقّق فريق بحثي دولي تقدمّاً واعداً في تطوير أدوية لعلاج مرض ألزهايمر لأول مرة، إذ طور العلماء دواءً يعمل على كل من "النقاط الساخنة" الرئيسية التي تعزّز التجمع لبروتين تاو في الدماغ، وهو بروتين ضار يعدّ المحرك الرئيسي لمجموعات أمراض التنكس العصبي التي ينتمي إليها ألزهايمر.

وفقاً لدراسة نشرت يوم الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول الحالي في مجلة Alzheimer's & Dementia، كان الدواء المقترح، وهو مثبط ببتيد يسمى RI-AG03، فعّالاً في منع تراكم بروتينات تاو في كل من الدراسات المعملية والتجارب التي أجريت على ذبابة الفاكهة.

يوضح المؤلف الرئيسي للدراسة أنتوني أغيديس، باحث ما بعد الدكتوراه السابق في جامعة لانكستر والباحث الزائر في جامعة ساوثهامبتون: "يمثل بحثنا خطوةً مهمة نحو ابتكار علاجات يمكنها منع تطور أمراض مثل مرض ألزهايمر. من خلال استهداف كل من المنطقتين الرئيسيتين في بروتين تاو، يمكن أن يساعد هذا النهج الفريد في معالجة التأثير المتزايد للخرف على المجتمع، ما يوفر خياراً جديداً مطلوباً بشدة لعلاج هذه الأمراض المدمرة".

وفقاً لتصريحات أغيديس لـ"العربي الجديد"، فإن بروتينات تاو تلعب دوراً حاسماً في الحفاظ على بنية ووظيفة الخلايا العصبية في المخ؛ لكن في حالة مرض ألزهايمر تتعطل هذه البروتينات، فتتكتل معاً لتكوين ألياف طويلة ملتوية. ومع تراكم الألياف، فإنها تخلق ما يسمى بالتشابكات العصبية الليفية، وهي كتل من بروتينات تاو الملتوية التي تسد الخلايا العصبية، وتمنعها من الحصول على العناصر الغذائية والإشارات التي تحتاجها للبقاء. مع موت المزيد من الخلايا العصبية، تصبح الذاكرة والتفكير والسلوك معوقة بتزايد، ما يؤدي إلى التدهور المعرفي الذي تظهر آثاره في صورة مرض ألزهايمر.

يضيف المؤلف الرئيسي للدراسة أن هناك نقطتين ساخنتين محددتين لحدوث تكتلات بروتين تاو؛ وفي حين تستهدف العلاجات الحالية واحدة من هذه النقاط الساخنة فقط، يستهدف الدواء المقترح ويمنع كليهما: "هناك منطقتان من بروتين تاو تعملان مثل المغناطيس لتمكينه من التكتل. ولأول مرة، لدينا دواء فعال في تثبيط هاتين المنطقتين. إن آلية الاستهداف المزدوج هذه مهمة لأنها تعالج كلا المجالين اللذين يحفزان تجميع تاو، ما يمهد الطريق لعلاجات أكثر فعالية للأمراض العصبية التنكسية مثل ألزهايمر"، يقول أغيديس.

يلفت الباحثون إلى أن سمية بروتين تاو مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بقدرته على تكوين الكتل، لذلك من خلال تثبيط هذه التكتلات، يتوقع الفريق البحثي أن يتوصل إلى تأثيرات مرغوبة.

وفي حين أن مثبطات التكتل الحالية لها العديد من الآثار الجانبية لأنها يمكن أن تتداخل مع وظائف العديد من البروتينات الأخرى، فإن الدواء المقترح صُمّم خصّيصاً لمكافحة بروتين تاو، ما يعني أنه أقل عرضة للتفاعل غير المرغوب فيه مع البروتينات الأخرى، ومن ثم فإن النهج القائم على الببتيد يعد أكثر أماناً، مع آثار جانبية أقل.

لاختبار فعاليته في الخلايا داخل الكائن الحي، أعطى الباحثون الدواء لذباب الفاكهة التي تحتوي على بروتين تاو الممرض. وبالنظر في أدمغة ذباب الفاكهة، وجد الباحثون أن الدواء يثبط التنكس العصبي ويطيل عمر الذباب بنحو أسبوعين، وهو امتداد كبير بالنظر إلى عمر الحشرات. "عندما لم نحقن الذباب بمثبط الببتيد، كان لديه كثير من الألياف المسببة للأمراض، التي تتجمع معاً لتكوين تشابك. ولكن عندما حقناه بالدواء، انخفضت الألياف المسببة للأمراض كثيراً في الكمية. وكلما زادت الجرعة المعطاة، زاد التحسن الذي رأيناه في عمر ذبابة الفاكهة"، يضيف أغيديس.

كما اختبر الباحثون الدواء في خلية استشعار بيولوجي، وهو نوع من سلالات الخلايا البشرية الحية المصممة للكشف عن تكوين ألياف تاو المسببة للأمراض، ووجدوا أن الدواء اخترق الخلايا بنجاح وقلل من تراكم بروتينات تاو. يقول الباحث: "من المهم أن نلاحظ أن الدراسة في مراحلها المبكرة، لذلك لا نعرف بعد ما إذا كانت ستنجح أو ستكون آمنة للبشر، لكنها تطور مثير ونتطلع إلى معرفة إلى أين ستقودنا".

ويعتقد الفريق أن عملهم سيكون له تأثير كبير على جهود اكتشاف الأدوية في مجال الأمراض التنكسية العصبية ويخططون الآن لاختبار RI-AG03 في القوارض، قبل الشروع في التجارب السريرية على البشر.

المساهمون