مواهب الصغار... "روتانا" تنافس "ذا فويس كيدز"

29 ديسمبر 2016
من حفلات أطفال "فويس كيدز 1" (أضواء المدينة)
+ الخط -
استطاعت شركة "تالبا" للمنتج زياد كبّي قبل عام، أن تحصد نجاحاً جيداً، بعد أن عادت إلى سوق البرامج المنوّعة بالنسخة الخاصة بالأطفال من برنامج "فويس كيدز"، وهو أحد أهم البرامج العالمية الخاصة بالغناء. ولا يقتصر على تبنّي أو قبول المواهب، بل يتجه إلى المحترفين أيضاً. لخمس سنوات، نافس برنامج "ذا فويس" كافة البرامج المُماثلة، واكتسب شهرة واسعة عربياً، وعلى مواقع التواصل، لأسباب كثيرة منها، تولي أربعة مُدربين من فناني الوطن العربي لكرسيّ الحكم، ما زاد من تفاعل الناس على متابعة البرنامج في ثلاثة مواسم، وفوز، مراد بوريقي، من المغرب في الموسم الأول، وستار سعد في الموسم الثاني، ونداء شرارة في الموسم الثالث.

لكن الواقع العربي لهذا النوع من البرامج يظلُّ ترفيهياً بالدرجة الأولى، فلم يصنع "ذا فويس" بنسخته العربية أي نجم حقيقي حتى الساعة. وكل ما قدمه هو مجرد تسلية واستعراض لأصوات شابة تستحق أن تنال فرصتها من الشهرة والنجاح، في وقت سعت فيه شركة "بلاتينوم ريكوردز" التابعة لمجوعة MBC إلى تبنّي هذه المواهب، لكنها لم تُفلح كثيراً في ذلك.

هذا النجاح، أو الترفيه الفني الذي حقّق مكاسب جيّدة على صعيد المشاهدة والإعلانات التجارية، جعل شركة Talpa المنتجة تتجه نهاية 2015 إلى نُسخة الأطفال الذين يملكون مواهب غنائية. وعلى الرغم من المحاذير الخاصة والواجب اتّباعها على الصعيد النفسي والاجتماعي، لدى ظهور الأطفال في الإعلام، ومحاولة القائمين على البرنامج مراعاة ذلك، إلا أن النسخة الأولى من "فويس كيدز" لم تستطع كبح حماسة الأطفال أنفسهم الذين تباروا في الموسم الأول، من أجل دخولهم مجال الشهرة، فاحترف بعض هؤلاء الأطفال مهنة الغناء، وأقاموا حفلات بدعم من MBC.

كذلك حاولت الشركة المُنتجة ومجموعة MBC، اللعب على مشاعر المشاهد، بداية حلقات "فويس كيدز1"،عبر استغلال بعض القضايا السياسية والأمنية التي يتخبط بها العالم العربي. فاستعانت بالأطفال السوريين الموجودين في لبنان، واختارت عدداً منهم لدخول السباق الغنائي، وشرحت الأسباب والأمنيات التي تسكن هؤلاء وعائلاتهم جراء حالات النزوح، والهجرة القسرية. ما أدى إلى رفع نسبة المشاهدة وعاطفة المشاهدين. وغاب في المقابل، عن ذهن الشركة والقائمين على البرنامج أن ذلك، قد يُسهم في اتجاه الأطفال نحو عالم أكبر بكثير من طموحاتهم وميولهم الفكريّة واهتماماتهم العلميّة. صورة لم تمنع عوائل الأطفال من منع استغلال أبنائهم من إحياء حفلات ومهرجانات، بعد ارتفاع منسوب الشهرة، وتوظيفها لمصالح خاصة. هذا كلّه، شكّل انقساماً واضحاً بين الآراء المؤيّدة لاستغلال الأطفال بداية عبر ظهورهم في مثل هذا النوع من البرامج، وكيفيّة تقبُّلهم وضع الشهرة المستجدّ عليهم، والانقلاب الذي من الممكن أن يحصل على شخصيتهم.
الفنانة السوريّة، أصالة نصري، كانت من أكثر الفنانات اللواتي انتقدن البرنامج. وتساءلت أصالة، عن الهدف الحقيقي من وضع الأطفال تحت الأضواء، وحرمانهم من عيش طفولتهم بالطريقة الفطرية، وطالبت بابتعادهم عن الضوء، حتى يقرروا هم ذلك. لكن كل الآراء الخاصة بأصالة وغيرها من النقاد، ظلّت في موضع التجاذبات على مواقع التواصل الاجتماعي فقط.



"فويس كيدز 2"
أعلنت مجموعة MBC قبل شهر، عن بداية قبول طلبات مواهب الأطفال لموسم جديد من برنامج "ذا فويس كيدز" سيبدأ تصويره في الربيع المقبل، على أن يُعرض نهاية عام 2017 المقبل. لكن لم تفصح عن أي تعديل يطاول لجنة تحكيم البرنامج، أمام معلومات ترددت عن انسحاب الفنان العراقي، كاظم الساهر، من أسرة المدربين التي تجمعه مع الفنانة اللبنانية، نانسي عجرم، والمصري، تامر حسني. وجرى طرح اسم الفنان، راغب علامة، والذي يُكثِر هذهه الأيام من لقاءاته مع المسؤولين في المحطة السعودية، لكن كل ذلك ليس مُؤكّداً حتى الساعة،، وينتظر إعلان رسمي من قبل المحطة، أو الشركة المنفذة للبرنامج. وعُلِم أن عدد الطلبات المُقدمة والمُرفقة مع فيديوهات تسجيلية غنائية للأطفال، تخطى العدد المطلوب للانطلاق بموسم ثانٍ من "فويس كيدز" على أن تبدأ عملية الفرز وتقرير عدد المشتركين لاحقاً.

الواضِح أنَّ نجاح تجربة الأطفال في برامج المنوعات دفَع عدداً كبيراً من المحطّات العربيّة إلى الاستعانة ببرامج مشابهة، تحمل مواهب يقل عمرها عن 12 عاماً، ولا يتخطّى 15 عاماً. هكذا أعلنت محطة "روتانا" عن قرب عرض برنامج يحمل عنوان "مواهب روتانا". وقالت في بيان صحافي أنها ترغب في إعداد وتقديم المواهب الشابّة ودعمها. وهذا البرنامج، بحسب "روتانا"، هو جزء محوري تقدمه الشركة لاستقطاب واكتشاف المواهب الغنائية الخلاقة من كل الفئات العمرية. بالإضافة إلى صنع النجوم من كل أنحاء العالم العربي.

ودشنت "روتانا" لهذا الغرض موقعاً إلكترونياً، لتقديم طلبات المواهب التي ستتنافس ضمن البرنامج. ويجري التصويت في المقابل، على الموقع نفسه للمشتركين، وهذا بحسب مصدر في شركة "روتانا" تحدث لـ"العربي الجديد"، مؤكداً أن المشاركة ستكون محط تواصل بين المواهب والمشاهدين، وكيفية قبولهم المتبارين. ونفى المصدر نفسه الكلام عن تقليد أو استنساخ عن برنامج "ذا فويس كيدز" كونه: "لم نحدد حتى اليوم إن كانت هناك لجنة تحكيم خاصة بالبرنامج أم لا. وكل ما يهمُّنا هو إشراك الفئات العمرية الصغيرة في الكشف عن مواهبها، وتوظيفها لمصلحتنا، والإنتاج لها، وتقديم الأفكار الخاصة بخبرة "روتانا" لمواهب تستحق منّا الأخذ بيدها".


المساهمون