كَسر الفنان الفلسطيني حسام عابد من مدينة رفح جنوب قطاع غزة مألوف الفنون التشكيلية المُعاصرة، حين قرر دمج موهبته في الرسم والخط العربي، مع فن "الرسم بالقش" التراثي الذي يعود استخدامه لخمسينيات القرن الماضي، ليخرج بلوحات فنية، تحمل مزيجاً فريداً.
تطويع عيدان القش الجامدة الصماء، وتحويلها إلى لوحات فنية تروي قصصاً من الفن والابداع لم يكن سهلاً، لكن نتيجته كانت لافتة حين جَسّد الفنان عابد من خلالها مجموعة قضايا وطنية ومجتمعية، بأساليب فنية محترفة.
صورت اللوحات الفنية آيات قرآنية وعبارات أدبية كُتبت بخطوط عربية مختلفة، كذلك رسومات فنية تراثية، تجسّد إحداها صورة سيدة في موسم الحصاد، ورسومات أخرى لطيور وحيوانات، وبعض المشاهد الفلكلورية الفلسطينية.
إضافة إلى ذلك، جسدت اللوحات الذهبية رسومات لشخصيات وطنية فلسطينية، إلى جانب تجسيد مجموعة قضايا وطنية، كان أبرزها قضية الأسرى الفلسطينيين التي صورها في طائر يخترق قضبان السجن، وأخرى ليد ترفع شارة النصر وقد كُبلت بالقيود الحديدية، بينما صور النضال الفلسطيني في لوحة لشاب ملثم بالكوفية الفلسطينية.
بداية قصة الفنان حسام عابد (45 عاماً) مع فن الرسم بقش القمح بدأت منذ سن صغيرة كما يقول لـ "العربي الجديد"، حيث جذبته اللوحات الفنية التي صنعتها والدته، والتي يرجع عمرها إلى عام 1958.
عن سبب انجذاب عابد للوحات القديمة، يقول: "شدتني فكرة الرسم بعيدان القمح، وتزيين اللوحة بقش القمح، وجدت الفكرة غريبة، ومميزة، وخارجة عن مألوف الفن التقليدي، والذي يعتمد على الرسوم العادية أو الملونة".
فضول الفنان عابد آنذاك دفعه للسؤال حول فن الرسم بقش القمح، فوجد أنه يرجع لفترة الأربعينيات والخمسينيات، وكان معتمداً في الشرق الأوسط، وعن ذلك يقول: "مع دخول التطور والحداثة، اندثر هذا الفن التراثي، وانحرفت الأنظار عنه بشكل شبه كامل".
ويوضح أنه بدأ رسوماته بكتابة عبارة "الحمد لله"، وبعدها اتجه لصناعة اللوحات الخاصة بالطبيعة، من طيور وحيوانات، ولوحات تعبيرية، ومن ثم انتقل للكتابة العربية وتزيينها بقش القمح، إلى أن وصل لتجسيد القضايا الوطنية.
أما في ما يتعلق بالأدوات المستخدمة في تجهيز لوحاته يدوية الصنع، فيبين أن الرسم باستخدام القش يحتاج إلى نوع معين من الأقمشة التي يتم تجهيزها، ووضع الصمغ عليها، والبدء بتشكيل العبارة أو اللوحة المطلوبة، لافتاً إلى أن حصاد القمح والحصول على القش والعيدان المستخدمة، ينحصر في نهاية شهر مايو/ أيار، وأن عدم جمعه في الوقت المحدد، يحرمه من الحصول على الأدوات الأساسية للرسم.
وعن مراحل عمل اللوحة، يقول عابد: "بعد تحديد فكرة اللوحة، أبدأ برسمها على جهاز الحاسوب، وتجهيزها باستخدام برنامج الفوتوشوب، وتحديد درجات اللون ودرجات الحرق في السيقان المستخدمة تحضيراً لطباعتها، ومن ثم تبدأ المرحلة الثانية، بتجهيز قطعة القماش المناسب، ووضع الصمغ، والبدء بتقطيع السيقان وقطع القش، وتصفيفها وفقاً لحجم وزوايا وتفاصيل الرسمة المطلوبة".
اقــرأ أيضاً
ويتابع عابد: "على الرغم من صناعة تلك اللوحات بأشياء بسيطة ومتوفرة، إلا أنها تحتاج إلى صبر كبير، وجهد مضاعف، ووقت طويل قد يصل إلى أكثر من أسبوع للوحة الواحدة". ويضيف: "أحاول إيصال تلك الرسومات التراثية للجميع، على الرغم من غياب الاهتمام بالمواهب الفلسطينية، وانعدام الجهات المعنية بالقدرات الشبابية والإبداعية، بهدف التأكيد على أن الفن يخرج من رحم المعاناة"، مبيناً أنه لم يحقق هدفه حتى اللحظة، ويطمح لاستخدام فنه التراثي القديم، لتمثيل فلسطين في المعارض الدولية.
تطويع عيدان القش الجامدة الصماء، وتحويلها إلى لوحات فنية تروي قصصاً من الفن والابداع لم يكن سهلاً، لكن نتيجته كانت لافتة حين جَسّد الفنان عابد من خلالها مجموعة قضايا وطنية ومجتمعية، بأساليب فنية محترفة.
صورت اللوحات الفنية آيات قرآنية وعبارات أدبية كُتبت بخطوط عربية مختلفة، كذلك رسومات فنية تراثية، تجسّد إحداها صورة سيدة في موسم الحصاد، ورسومات أخرى لطيور وحيوانات، وبعض المشاهد الفلكلورية الفلسطينية.
إضافة إلى ذلك، جسدت اللوحات الذهبية رسومات لشخصيات وطنية فلسطينية، إلى جانب تجسيد مجموعة قضايا وطنية، كان أبرزها قضية الأسرى الفلسطينيين التي صورها في طائر يخترق قضبان السجن، وأخرى ليد ترفع شارة النصر وقد كُبلت بالقيود الحديدية، بينما صور النضال الفلسطيني في لوحة لشاب ملثم بالكوفية الفلسطينية.
بداية قصة الفنان حسام عابد (45 عاماً) مع فن الرسم بقش القمح بدأت منذ سن صغيرة كما يقول لـ "العربي الجديد"، حيث جذبته اللوحات الفنية التي صنعتها والدته، والتي يرجع عمرها إلى عام 1958.
عن سبب انجذاب عابد للوحات القديمة، يقول: "شدتني فكرة الرسم بعيدان القمح، وتزيين اللوحة بقش القمح، وجدت الفكرة غريبة، ومميزة، وخارجة عن مألوف الفن التقليدي، والذي يعتمد على الرسوم العادية أو الملونة".
فضول الفنان عابد آنذاك دفعه للسؤال حول فن الرسم بقش القمح، فوجد أنه يرجع لفترة الأربعينيات والخمسينيات، وكان معتمداً في الشرق الأوسط، وعن ذلك يقول: "مع دخول التطور والحداثة، اندثر هذا الفن التراثي، وانحرفت الأنظار عنه بشكل شبه كامل".
ويوضح أنه بدأ رسوماته بكتابة عبارة "الحمد لله"، وبعدها اتجه لصناعة اللوحات الخاصة بالطبيعة، من طيور وحيوانات، ولوحات تعبيرية، ومن ثم انتقل للكتابة العربية وتزيينها بقش القمح، إلى أن وصل لتجسيد القضايا الوطنية.
أما في ما يتعلق بالأدوات المستخدمة في تجهيز لوحاته يدوية الصنع، فيبين أن الرسم باستخدام القش يحتاج إلى نوع معين من الأقمشة التي يتم تجهيزها، ووضع الصمغ عليها، والبدء بتشكيل العبارة أو اللوحة المطلوبة، لافتاً إلى أن حصاد القمح والحصول على القش والعيدان المستخدمة، ينحصر في نهاية شهر مايو/ أيار، وأن عدم جمعه في الوقت المحدد، يحرمه من الحصول على الأدوات الأساسية للرسم.
وعن مراحل عمل اللوحة، يقول عابد: "بعد تحديد فكرة اللوحة، أبدأ برسمها على جهاز الحاسوب، وتجهيزها باستخدام برنامج الفوتوشوب، وتحديد درجات اللون ودرجات الحرق في السيقان المستخدمة تحضيراً لطباعتها، ومن ثم تبدأ المرحلة الثانية، بتجهيز قطعة القماش المناسب، ووضع الصمغ، والبدء بتقطيع السيقان وقطع القش، وتصفيفها وفقاً لحجم وزوايا وتفاصيل الرسمة المطلوبة".
ويتابع عابد: "على الرغم من صناعة تلك اللوحات بأشياء بسيطة ومتوفرة، إلا أنها تحتاج إلى صبر كبير، وجهد مضاعف، ووقت طويل قد يصل إلى أكثر من أسبوع للوحة الواحدة". ويضيف: "أحاول إيصال تلك الرسومات التراثية للجميع، على الرغم من غياب الاهتمام بالمواهب الفلسطينية، وانعدام الجهات المعنية بالقدرات الشبابية والإبداعية، بهدف التأكيد على أن الفن يخرج من رحم المعاناة"، مبيناً أنه لم يحقق هدفه حتى اللحظة، ويطمح لاستخدام فنه التراثي القديم، لتمثيل فلسطين في المعارض الدولية.