دراما رمضان 2020: غياب كامل للإنتاج اللبناني

29 فبراير 2020
تلعب ورد الخال دور البطولة في "عشيق أمي" (LBCI)
+ الخط -
باستثناء مسلسل "عشيق أمي" من إخراج كنان اسكندراني، الذي تنتجه شركة "مروى غروب" اللبنانية، لا معلومات أخرى، حتّى الآن، حول قيام شركات لبنانيَّة بإنتاجات خاصة محليَّة بموسم رمضان، كما كان الحال في السنوات الأخيرة.

ثمة تباعد واضح بين الشركات التي تحمل الهوية اللبنانية وبين الدراما المحلية، والسبب طبعًا، هو الوضع الاقتصادي الذي يعاني منه لبنان، والذي أدَّى إلى انتفاضة شعبية خرجت في السابع عشر من تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي. في المقابل، ثمَّة نهضة في إنتاج الدراما العربية المشتركة، إذا ما سلمنا أن مسلسل "عشيق أمي" ينتمي إلى هذا النوع الدرامي المشترك، إذْ يتقاسم بطولته الممثل السوري خالد القيش مع الممثلة اللبنانية ورد الخال.

وفي السياق ذاته، يسجل لشركتي "إيغل فيلمز" و"الصبّاح"، بلوغهما مرحلة متقدمة على صعيد تنشيط دورة الدراما العربية المُشتركة، منذ سنوات، وسيطرة هذا النوع من الدراما على الشاشات الفضائية العربيَّة طيلة فترة العرض في موسم رمضان. لكن "إيغل" و"الصبّاح" تبتعدان هذه الفترة عن الإنتاج المحلي. فـ"الصبّاح" أنهت، قبل أيام، تصوير مسلسل "ما فيّي 2"، الذي انحصر عرضه محليًا في لبنان على شاشة MTV، على الرغم من مشاركة ممثلين معروفين من سورية، كنادين خوري ومعتصم النهار، وكان الإخراج لرشا شربتجي.

لم تشكل الدراما اللبنانية لسنوات مضت منافسة قوية مع الدراما المُشتركة. واللافت هو أن المنتج اللبناني يحاول بشتى الوسائل، زرع الثقة عبر إنتاجات لبنانية محلية، كما حصل مع المنتج جمال سنّان "(إيغل فيلمز) في مسلسل "ثورة الفلاحين" (إخراج فيليب أسمر وكتابة كلوديا مرشليان). ورغم ما حُكي عن نجاح المسلسل في لبنان، إلّا أنه لم يحقق إجماعًا عربيًا مثلما هو حال الإنتاجات العربية المُشتركة. وهذا ما يحصر الدراما اللبنانية في نطاق الصراع على المنافسة المحلية بين المحطات اللبنانية بغض النظر عن حسابات المنتجين، وعما إذا كان ذلك سيعود على الإنتاج بالربح. ولكنّ الواضح هو أن ما تعانيه الدراما اللبنانية المحلية، هو أزمة ثقة من قبل المشاهدين عمومًا، وإجماع النقاد على أنها دراما لا تستحق العبور إلى التصنيف التقني والنقدي، وذلك لأسباب كثيرة، منها ما يعرف بـ"كليشيهات" أسست لهذا الفن في لبنان.



لبنان في رمضان 2020 سيكون بدون إنتاجات درامية محلية، هكذا يمكن اختصار المرحلة ما قبل ستين يومًا تسبق حلول شهر الصوم، إذْ تغيب كارين رزق الله عن سوق المنافسة، ولو كانت رزق الله أثبتت نفسها العام الماضي من خلال "إنتي مين" من نصّ لها، وإخراج إيلي حبيب، وذلك كورقة رابحة لمحطة MTV لثلاث سنوات سابقة، لكن الوضع الاقتصادي يبدو أنه وراء غيابها هذه الموسم.

ثمة إنتاجات لبنانية أنتجت في السابق، وتزامن عرضها مع بداية الانتفاضة، لم تنل نصيبًا من النجاح، فأوقفت وتركت الفضاء اللبناني أمام مجموعة من الإنتاجات السورية المُعادة، والإنتاجات التركية التي تعول المحطات على استقطاب مشاهديها، وكسب، ولو القليل، من المتابعة في عصر الانقلاب اللبناني على الوضع المتأزم.
دلالات
المساهمون