يعرض حالياً، على "إم بي سي"، مسلسل "عروس بيروت"، وهو قصة مقتبسة عن المسلسل التركي "عروس إسطنبول".
بداية، بدا واضحاً أن هناك حالة تخبط داخل الفضائية السعودية بشأن الدراما التركية. والواضح، أيضاً، أن القناة، أو القائمين عليها، وقعوا في ورطة، ووجدوا أنفسهم أمام خيارين: إما شراء المسلسلات التركية، أو الإنتاج على الطريقة التركية. الخيار الأول يقع ضمن قرارات سياسية، باتت تسيطر على المحطة، فيما كان بإمكان الفكرة البديلة، أي الإنتاج على الطريقة التركية، أن تبدو أكثر مرونة لو عُرفت كيفية استثمارها. السؤال هو: من وضع شروط إنتاج أول عمل تلفزيوني يدّعي أنه لبناني؟
ليس بإمكان شركة خليجية إنتاج عمل كهذا تحت هوية أو شعار أنه لبناني لمجرد التسويق فقط، فمن المعروف أن الممثل ظافر عابدين تونسي، ربما باستطاعته إقناع المشاهد بأنه لبناني، بناءً على متطلبات الدور، لكن لا يمكن القبول أو إقناعنا بمجريات الأحداث التي تتقاطع بين إسطنبول، مكان التصوير، وبيروت. مثلاً، كيف للمشاهد التي تظهر فيها فيلا عائلة "ضاهر" في إسطنبول أن يُزعم أنها في مدينة جبيل اللبنانية؟
لماذا كل هذا التحايل على المُشاهد؟ وما الهدف في الربط بين موقعي تصوير على أنهما موقع واحد؟ على الأقل أمام المشاهد اللبناني الذي يفرّق جيداً.
خلاصة "الحدوتة" في "عروس بيروت"، أم متسلطة لأربعة شبان (تؤدي دورها تقلا شمعون)، تريد التحكم بقرارات أبنائها الذين لا يرفضون لها طلباً. بتعبير آخر: ممنوع رفض حكم "الماما".
وحده فارس، الابن البكر (يؤدي دوره ظافر عابدين)، يبدأ محاولة التغيير، أو الثورة ضمن القصر. يختار مغنية عادية يلتقيها صدفة في أحد مرابع بيروت الليلية، فيتزوجها خلال ثلاثة أيام. يحملها إلى قصر العائلة، لتبدأ رحلة من حكايات ألف ليلة وليلة من دون أي مراعاة لرؤية درامية تتماشى مع العصر الحالي. كأنّها "حدوتة" فيلم عربي يعود إلى الخمسينيات، تستعيد الحرب بين الحماة والكنة، تحت بند: من بإمكانها الصمود أكثر والفوز بقلب فارس؟
سيرة تركية، تشبه كثيراً تلك المسلسلات، أحيلت إلى كل من الكاتبين بلال شحادات وندين جابر، ليقدّما نصّاً بدا ضعيفاً جداً، كان بإمكانهما العبور إلى مساحة أكثر جمالاً لو استفادا من القصة الأصلية، وطرحها في إطار واقعي أكثر، والانفتاح العام للمجتمع، لا إلى مبارزة لمجرد إثارة العواطف.
اقــرأ أيضاً
بداية، بدا واضحاً أن هناك حالة تخبط داخل الفضائية السعودية بشأن الدراما التركية. والواضح، أيضاً، أن القناة، أو القائمين عليها، وقعوا في ورطة، ووجدوا أنفسهم أمام خيارين: إما شراء المسلسلات التركية، أو الإنتاج على الطريقة التركية. الخيار الأول يقع ضمن قرارات سياسية، باتت تسيطر على المحطة، فيما كان بإمكان الفكرة البديلة، أي الإنتاج على الطريقة التركية، أن تبدو أكثر مرونة لو عُرفت كيفية استثمارها. السؤال هو: من وضع شروط إنتاج أول عمل تلفزيوني يدّعي أنه لبناني؟
ليس بإمكان شركة خليجية إنتاج عمل كهذا تحت هوية أو شعار أنه لبناني لمجرد التسويق فقط، فمن المعروف أن الممثل ظافر عابدين تونسي، ربما باستطاعته إقناع المشاهد بأنه لبناني، بناءً على متطلبات الدور، لكن لا يمكن القبول أو إقناعنا بمجريات الأحداث التي تتقاطع بين إسطنبول، مكان التصوير، وبيروت. مثلاً، كيف للمشاهد التي تظهر فيها فيلا عائلة "ضاهر" في إسطنبول أن يُزعم أنها في مدينة جبيل اللبنانية؟
لماذا كل هذا التحايل على المُشاهد؟ وما الهدف في الربط بين موقعي تصوير على أنهما موقع واحد؟ على الأقل أمام المشاهد اللبناني الذي يفرّق جيداً.
خلاصة "الحدوتة" في "عروس بيروت"، أم متسلطة لأربعة شبان (تؤدي دورها تقلا شمعون)، تريد التحكم بقرارات أبنائها الذين لا يرفضون لها طلباً. بتعبير آخر: ممنوع رفض حكم "الماما".
وحده فارس، الابن البكر (يؤدي دوره ظافر عابدين)، يبدأ محاولة التغيير، أو الثورة ضمن القصر. يختار مغنية عادية يلتقيها صدفة في أحد مرابع بيروت الليلية، فيتزوجها خلال ثلاثة أيام. يحملها إلى قصر العائلة، لتبدأ رحلة من حكايات ألف ليلة وليلة من دون أي مراعاة لرؤية درامية تتماشى مع العصر الحالي. كأنّها "حدوتة" فيلم عربي يعود إلى الخمسينيات، تستعيد الحرب بين الحماة والكنة، تحت بند: من بإمكانها الصمود أكثر والفوز بقلب فارس؟
سيرة تركية، تشبه كثيراً تلك المسلسلات، أحيلت إلى كل من الكاتبين بلال شحادات وندين جابر، ليقدّما نصّاً بدا ضعيفاً جداً، كان بإمكانهما العبور إلى مساحة أكثر جمالاً لو استفادا من القصة الأصلية، وطرحها في إطار واقعي أكثر، والانفتاح العام للمجتمع، لا إلى مبارزة لمجرد إثارة العواطف.
أداء الممثلين بدا مقبولاً وجيداً رغم ضعف الحوار. بعض المواقف التي لم يُحسن المخرج إدارتها وتحريكها وتوزيعها في إطار مناسب، أصبحت مجرد عرض تجاري موجه إلى الجمهور العربي، والعودة بالصورة إلى أسئلة أصبحت كليشيهات في كل مسلسل يجمع عدداً من الممثلين من جنسيات مختلفة ويحاول، من دون أي تبرير، الإجابة عن سؤال: لماذا يتحدث كل واحد منهم بلهجة مختلفة؟
يمثّل المسلسل خطوة كان يمكن أن تتحوّل إلى عرف يتماشى مع جمهور الدراما المشتركة التي تلقى رواجاً جماهيرياً، لكنها كانت بحاجة أن تتخذ من الفكرة موضوعاً أعمق، لمعالجته وطرحه بطريقة مقنعة أكثر، وليس مجرد تقليد.