مهرجانات نظام الأسد: الرقص على دم السوريين

12 اغسطس 2018
شهد برمدا /فيسبوك
+ الخط -
يتعمد النظام السوري تكثيف فعالياته الثقافية والفنية بسورية في الوقت الحالي، ويقوم باستضافة عدد كبير من الفنانين المحليين والعرب. ويسلط الضوء إعلامياً على تلك الفعاليات بوصفها احتفالات تقدمها الحكومة السورية للشعب السوري بمناسبة "انتصار الجيش على الإرهاب"، لتسمى الفعاليات بـ"احتفالات النصر"، وتتزامن تلك الاحتفالات مع تعتيم إعلامي من قبل النظام السوري على القوائم التي قام بإصدارها بأسماء آلاف المعتقلين الذين قضوا نحبهم في سجونه تحت التعذيب.
ويتعمد النظام السوري إقامة تلك المهرجانات في العديد من المناطق الحساسة، والتي كانت لسنوات تحت سيطرة المعارضة، كمهرجان بلودان السياحي الذي أقيم في منطقة بلودان والزبداني منذ أيام، والذي حمل عنوان "الوفاء لقائد الوطن والجيش العربي السوري". ويبدو واضحاً أن النظام يحاول من خلال هذه التسميات للفعاليات في مناطق مثل الزبداني، طمس أي ملامح ثورية وتمردية كانت فيها، وفرض الطابع الموالي، وإجبار سكانها على المشاركة في تلك الفعاليات.

ولا تختلف تلك الفعاليات كثيراً عن بعضها البعض، فجميعها لها طابع واحد وهدف واحد: هو العسكرة، حيث تبدأ الاحتفالات بالنشيد العربي السوري وعروض عسكرية و"دقيقة صمت على أرواح الشهداء"، ومن ثم يتسابق منظمو الحفل برفع أكبر علم للنظام السوري، وخاصةً في المناطقة التي عارضت النظام السوري. ومن ثم تتم استضافة فرق لإحياء عروض راقصة، تحاكي انتصار الجيش السوري وتبجّل الأسد، وتستضيف تلك الفعاليات عدداً من الفنانين الذين عرفوا بتأييدهم للنظام السوري أمثال: شهد برمدا، علي الديك، إيناس لطوف. وبدورهم يقومون بغناء أغاني وطنية للجيش والأسد.

وعلى الرغم من أن النظام السوري يقوم بتنظيم تلك الحفلات والمهرجانات احتفالاً بالنصر مع شعبه، كما يدعي، إلا أن الدخول على تلك الفعاليات لم يكن بالمجان. فالنظام يسعى إلى الحصول على مكاسب مالية أعلى. ولذلك استعان بعدد من النجوم العرب والأسماء الكبيرة لإقامة حفلات تحت رعايته. وقام هؤلاء الفنانون بالترويج للنظام خلال حفلاتهم. ففي حفلة جورج وسوف التي أقيمت في دمشق في مسرح دمر الثقافي، قام الوسوف بإهداء حفله لبشار الأسد والجيش السوري. أما في حفل ملحم زين الذي أقيم قي قلعة دمشق، فافتتح الحفل بتحية للجيش السوري ولرمز الصمود بشار الأسد، بحسب تعبيره، وقام بارتداء العلم السوري كوشاح حول عنقه. ويحاول النظام السوري استقطاب العديد من الشخصيات العربية التي تثير الجدل في تلك الفعاليات ليظهر بمظهر المتحضر ولتطبعهم معه. حيث شاعت منذ فترة استضافة هشام حداد وطوني أبو جودة لتقديم مسرحية في دمشق، مما أثار استياء المؤيدين الذين اعتبروا ذلك اختراقاً لسيادة الوطن. إذ إن حداد لطالما استهزأ بالأسد في برنامجه الساخر" لهون وبس".

وكذلك استضاف النظام قبل أيام الفنان مروان خوري لإحياء حفلة في قلعة دمشق. وظهر خوري بلقاء خاص قبيل الحفل على صفحة "دمشق الآن" التابعة للنظام السوري، وأكد أن تلك الحفلة تعني عودة الأمن والأمان لسورية، وعودة الحياة الطبيعة لها. وذلك ما أثار استياء المعارضين، وخاصةً لأن لخوري برنامجاً فنياً خاصاً على تلفزيون "العربي" المعارض للنظام السوري.
المساهمون