في العراق... موقع أثري يتحول مرعى ومكبَّ نفايات

14 يناير 2019
عثر في الموقع على آلاف الألواح (فيسبوك)
+ الخط -
تحول موقع "تل حرمل" الأثري الواقع على أطراف العاصمة العراقية بغداد مكبّاً للنفايات، ومرعى للأبقار، نتيجة الإهمال الذي أصابه طيلة السنوات الماضية.

ويعود تاريخ هذا التل الذي يعتقد أنه كان يضم أقدم مدرسة في عصور ما قبل الميلاد، إلى نحو ألفي عام قبل الميلاد، بحسب أستاذ الآثار في جامعة بغداد خالد علي، الذي أكد أن هذا الصرح يكاد يمحى في ظل إهمال واضح من قبل السلطات العراقية المعنية.

وأوضح علي لـ"العربي الجديد" أن الأحياء القريبة من المكان الأثري بدأت تستغل مساحته لرمي النفايات، فضلا عن قيام بعض الأشخاص بتحويله إلى مكان لرعي الأبقار التي تتغذى من النفايات، وبعض الأعشاب التي تنبت فيه بين الحين والآخر.

ونشر الإعلامي العراقي حامد السيد صورا لأبقار ترعى في الموقع الأثري، ووجه نقداً لاذعاً للجهات المسؤولة عن الآثار في العراق بقوله على صفحته في "فيسبوك"، إنه "يبدو أن الأبقار تفوقت على حضارتنا، لتكون هذه الصورة الملتقطة بهاتفي هي الأغرب في لحظة العراق الجديد".

 



ووفقاً لصفحة إنقاذ الثقافة العراقية على "فيسبوك"، فإن موقع تل حرمل الذي كان يسمى "شادوبوم" وهو بقايا لمدينة سومرية قديمة، تقع حاليا على حدود بغداد، ويعتقد بأنه كان لأقدم "مؤسسة تعليمية" في العالم، وتم استيطانه منذ العصر الأكّادي، وطوال العصر البابلي القديم، حين كان جزءا من مملكة أشنونا في منطقة نهر ديالى، وقد كان مركزا إداريا للمملكة.

ونقب في الموقع الأثري، العالم العراقي طه باقر للفترة من 1945 إلى 1963 مكتشفا ما يقارب ألفي رُقم طيني. وفي تسعينيات القرن الماضي عمل في الموقع فريق من جامعة بغداد، ومعهد الآثار الألماني. ويتخذ الموقع شكل سور، ومن بين رُقُم موقع تل حرمل اثنان عن ملحمة جلجامش، واثنان آخران يضمان أجزاء من قوانين أشنونا، ورُقم في الرياضيات.


وولد طه باقر مكتشف الموقع في محافظة بابل (جنوب بغداد) عام 1912، وأكمل دراسته الثانوية في بغداد، قبل أن ينتقل للدراسة في شيكاغو بتخصص علم الآثار، وحصل على البكالوريوس والماجستير من الولايات المتحدة الأميركية، وشارك بتأسيس مجتمع المعرفة التاريخي للآثار العراقية. ومن أشهر مؤلفاته "ملحمة جلجامش دراسة وترجمة من السومرية"، و"مقدمة في أدب العراق القديم"، و"مقدمة في تاريخ الحضارات العام".




دلالات
المساهمون