"طفطف".. أتوبيس يحرك جمود طابا سياحياً!

10 فبراير 2015
"طفطف".. أتوبيس يحرك جمود طابا سياحياً!
+ الخط -

أول ما يلفت انتباه أي زائر لطابا القرية السياحية الوادعة على خاصرة البحر الأحمر، هدوؤها المبالغ به حتى الملل، فالمعلومات التي تتوافر أمام أي سائح يرغب بأن يقضي بضعة أيام من الاستجمام، تفيد بأن طابا أفضل جهة لكي تستجم دون قلق.

والغريب أن عدد السواح والزوّار القليل يثير العجب لدى من يقصد طابا بقصد الاستجمام، لكن لن تتفاجأ إن علمت بأن "السيل الكبير" الذي أغرق طابا في شهر مايو/ أيار الفائت والذي ما زالت آثاره واضحة العيان في جوانب القرية السياحية، يشكل تهديداً لأحلام السياح الباحثين عن الهدوء والأمان، فضلاً عن الأحداث السياسية التي تضرب الشرق الأوسط كل حين منذ أربع سنوات، تجعل من المكان الأثير، قرية مهجورة إلا من بعض السائحين والذين يشكل الأردنيون نسبة 90% منهم.

لكن ما يكسر جمود طابا هو "طفطف"!، فـ"طفطف" عبارة عن "أتوبيس" سياحي يشبه الحافلة بدون شبابيك، مهمته نقل السائحين بين الفنادق والمنتجعات السياحية الموجودة في طابا، وسبب إطلاق الاسم عليه بحسب "العم ابراهيم" لأن الأتوبيس يطوف على الفنادق بشكل دائري ولمدة 12 ساعة ما بين الثامنة صباحاً والثامنة مساء، وتنحصر مهمته بنقل السياح من فنادقهم إلى الفنادق المجاورة أو إلى "الوكالة"، وهي سوق تراثي قديم به بنك وسوبر ماركت كبير، إضافة إلى نقاط تسوق.

يؤكد العم ابراهيم أنه يستمتع بهذا العمل البسيط ظاهرياً والمرهق جسدياً، مضيفاً: لا كلل ولا مللل من الحركة بنفس الطريق يومياً، لكن ما يكسر الروتين هو تجدد الوجوه وتعدد جنسيات السياح، فأتعرف من خلالهم على ثقافات جديدة ومتنوعة، نحن نقوم بجولتنا اليومية التي تبدأ من "الوكالة" وتنتهي عندها، نمر بفنادق "الانتركونتنتال" ثمّ "سوفيتل" ثمّ "ميرامار" ثمّ نذهب إلى "الوكالة" التي يفضل أن يتجول بها السياح بين إمكان التسوق والسوبر ماركت، لغرضين الأوّل: تغيير الروتين اليومي في الفندق، والثاني: ابتياع أغراض شخصية وبسيطة، خاصة أن منطقة طابا بكاملها لا يوجد بها أسواق، ومخصصة فقط للاستجمام.

ويبين العم ابراهيم، أنه يقود "طفطف" ضمن حركة الفنادق التي أشار إليها، مبيناً وجود "أتوبيسات طفطف أخرى" تتحرك بين فنادق أخرى ضمن قرية طابا.

فكرة "طفطف" بدأت أساساً من مدينة رأس البر التي تعدّ أول مدينة ساحلية طبقت العمل بها، لتنتقل الفكرة فيما بعد لأغلب المصايف الساحلية، وتقوم فكرته على إيجاد وسيلة مواصلات ممتعة ومجانية في نفس الوقت تقل المصطافين. 

و"طفطف" عبارة عن "أتوبيس" يتسع لـ 49 راكباً، مفتوح من جميع جوانبه بشكل هندسي آمن لجميع ركابه، مقاعده من الخشب ليشعر ركابه بأنهم داخل "أتوبيس غير تقليدي" كأنما لو كانوا داخل متنزه عام. ومن أهم مميزات "طفطف" كوسيلة مواصلات أنه يسير بهدوء مخترقاً الشوارع الجانبية للفنادق والمنتجعات السياحية، كما يتيح متعة مشاهدة البحر والمناظر الطبيعية لركابه من الداخل، خاصة للأطفال نظراً لتصميمه المميز فهو مفتوح من جميع جوانبه.

المساهمون