النوستالجيا تدخل القناة الثانية المنافسة الرمضانية في تونس: نسب مشاهدة قياسية

28 ابريل 2020
أعيد عرض مسلسل "الخطاب على الباب" (يوتيوب)
+ الخط -
عندما أعلنت إدارة القناة الثانية في التلفزيون الرسمي التونسي عن برمجتها لشهر رمضان، سخر منها كثيرون، وذلك بسبب قرارها إعادة بثّ أعمال درامية سبق أن عرضت قبل أكثر من 10 أعوام. ومن بين هذه الأعمال؛ المسلسل التونسي "الخطاب على الباب" (1997)، والمسلسل السوري "الجوارح" (1994)، والسلسلة الهزلية "شوفلي حل" (2006)، وفوازير رمضانية تونسية قديمة، وبرامج مثل الكاميرا الخفية للمنتج التونسي رؤوف كوكا يعود إنتاجها إلى أكثر من 15 سنة، ومقابلات رياضية، خصوصاً مقابلات كأس أفريقيا للأمم التي احتضنتها تونس سنة 2004 وفازت فيها للمرة الأولى في تاريخها.

اختيارات اعتبرت بمثابة برمجة حنينية لأيام مرت، في الوقت الذي عرف فيه الجمهور أنواعاً تلفزيونية جديدة، وتقنيات إخراجية لم تكن موجودة من قبل. وسريعاً نعى نقاد ومراقبون هذا الخيار، معتبرين أنه انسحاب مبكر من المنافسة، وتركيز من الإدارة العامة للتلفزيون التونسي على القناة الأولى، لتكون المنافس الرسمي للقنوات الخاصة.

لكن نسب المشاهدة في الأيام الثلاثة الأولى لشهر رمضان، فاجأت المتابعين للشأن الإعلامي التونسي. فقد احتلت القناة الثانية، المرتبة الرابعة في نسب المشاهدة، بما يعادل 18% من نسب المشاهدة، وفقاً لمكتب "سيغما كونساي" المختص في سبر الآراء وقيس نسب الاستماع والمشاهدة. وقد احتلت القناة الوطنية الثانية هذه المرتبة بعد قناة "الحوار التونسي"، والقناة الأولى في التلفزيون التونسي، وقناة "نسمة تي في". وهذه الأخيرة ركزت جلّ برمجتها على المسلسلات التركية التي تقوم بدبلجتها إلى اللهجة التونسية.

كذلك احتل مسلسل "الخطاب على الباب" المرتبة الخامسة في الأعمال الدرامية الأكثر مشاهدة من قبل التونسيين، حيث شاهد حلقته الثانية أكثر من مليون مشاهد ليأتي في الترتيب بعد أعمال درامية جديدة من إنتاج سنة 2020 مثل الجزء الخامس من مسلسل "أولاد مفيدة"، والسلسلة الهزلية "دنيا أخرى" على قناة "الحوار التونسي" يليهما مسلسل "قلب الذيب" (القناة الوطنية الأولى) وثمّ المسلسل التركي المدبلج للهجة التونسية "للالة النساء" (نسمة تي في).

ظاهرة نجاح القناة الثانية في جذب المشاهدين وجلب المعلنين، اعتبرها المختصون الفائز الأول بعائدات الإعلانات التجارية. فقد قامت القناة بإعادة بث أرشيفها، لتحصل مقابل ذلك على عائدات مالية هامة، مقابل مصاريف شبه معدومة مقارنة بالأعمال الدرامية الجديدة التي يتمّ بثها، والتي كلفت القنوات التي تبثها ملايين الدنانير، وهو ما يجعل من خيار النوستالجيا التلفزيونية خياراً ناجحاً ومجزياً مالياً.

دلالات
المساهمون