مشاركون في دافوس يتناولون طعامهم بالظلام لهذا السبب

24 يناير 2019
تساعد الناس على فهم حساسية ضعاف البصر والمكفوفين (فيسبوك)
+ الخط -

قد يكون وضع يديك على كتفي شخص ما، بعد دقائق من لقائه للمرة الأولى أمرا غريبا، إلا أن الحاضرين في فعالية "تناول الطعام في الظلام" في دافوس بسويسرا، لم يكن لديهم خيار آخر، إذ اضطروا للتمسك بالنادل، لإرشادهم داخل القاعة الغارقة في العتمة، وهم يتحسسون المكان حولهم لتناول الطعام.

وتندرج فعالية "تناول الطعام في الظلام"، التي نظمتها جينا بادينوش، مؤسسة منظمة "كاباكسيا" الاجتماعية، ضمن جلسات "تعزيز دور ذوي الاحتياجات الخاصة" في مؤتمر دافوس الاقتصادي، واستضافت 50 شخصا كل ليلة من بين 3000 مشارك في المؤتمر، ابتداء من 22 وحتى 25 يناير/ كانون الثاني، وفقًا لموقع "بي بي سي".

 

الظلام ينير العقول:

وأوضحت بادينوش أن الفعالية لا تدور حول فقدان البصر بحد ذاته، بل حول إعادة النظر في عدد المرات التي نحكم فيها على الأشخاص بناء على مظهرهم، وأشارت إلى أن تركيزها على تغيير تصورات العالم عن ضعاف البصر، بدأ في المكسيك منذ 12 عامًا، عندما اضطرت لتجربة المشي في شارع مظلم، وتأثرت بالمشاعر التي انتابتها في تلك اللحظات.

وقررت منذ ذلك الوقت، تعليم التصوير الضوئي الذي تحترفه للمكفوفين، وقالت: "أنا أعلم أن هذا الأمر قد يبدو جنونيًا، ولكنه ممكن، بالاعتماد على الصوت لتحديد مكان الشيء، قبل التقاط صورة له"، كما أضافت مشيرة إلى فعالية "تناول الطعام في الظلام": "إن القيام بالأفعال من دون الاعتماد على البصر كما اعتدنا، يجعلنا مستمعين أفضل، ويجعلنا أكثر وعيًا بإمكانياتنا وإمكانيات الآخرين".

 



تناول الطعام بالأصابع:

وتبدأ أمسيات "تناول الطعام في الظلام"، بتجريد الناس من هواتفهم النقالة وساعاتهم، قبل دخولهم إلى قاعة الطعام المظلمة، حيث لا يوجد أي أثر لشعاع ضوء، ويساعدهم النادل بالجلوس في أماكنهم، ويدلهم على موقع السكاكين والكؤوس والخبز، إلا أن معظمهم يتخلون لاحقًا عن الشوكة والسكين، ويتناولون الطعام بأصابعهم.

 

 


الخجل:

وقالت الصحافية كيتي هوب، التي شاركت في الفعالية: "تظن في البداية أن من الصعب عليك فهم ما يقوله الناس في العتمة، إلا أنك تسترخي لاحقًا وتغمض عينيك باطمئنان لتريحهما من الإجهاد، ثم تصبح أحاديثك مع الآخرين أقل تحفظًا، وتنكسر كل الحواجز مع الجميع، قبل أن يضاء المكان بعد ساعتين".

كما أوضحت هوب أن الجميع لم يكن يتصور أن النادل الذي يرشدهم ويدير أمور المكان باقتدار، يسير وبيده عصا المكفوفين، وقالت: "لو التقيت به في مكان آخر، كنت لأفترض أنه لا يمتلك القدرة على أداء ما قام به الليلة، وكنت كجميع من حولي، سأحكم عليه بناء على فقدان بصره، لذا شعرت أنا والحاضرين بالخجل"، في حين قالت جينا: "انظر لما يمكنهم فعله، وليس إلى ما لا يمكنهم فعله!".

 

 

 

 

دلالات
المساهمون