ملكة جمال تكشف تفاصيل اغتصاب رئيس غامبيا السابق لها

26 يونيو 2019
ادعت أن الرئيس حقنها بإبرة في ذراعها واغتصبها (فيسبوك)
+ الخط -

كشفت ملكة جمال غامبيا السابقة، فاتو جالو، عن تعرضها للاغتصاب من قبل رئيس بلادها السابق، يحيى جامع، عام 2015، عندما كان لا يزال في منصبه.

وكانت شهادة جالو (23 عامًا)، ضمن تقرير لمنظمتي "هيومن رايتس ووتش" Human Rights Watch و"تريال إنترناشيونال" Trial International يستعرض تفاصيل حادثة اغتصاب جنسي أخرى اتهم بها جامع (54 عامًا) الذي يعيش اليوم في المنفى في غينيا الاستوائية.

وقد نفى المتحدث باسم حزب "التحالف من أجل إعادة التوجيه والبناء الوطني"، عثمان رامبو جاتا، الذي ينتمي إليه التهم كلها التي وجهت له، وفق ما نقل موقع "بي بي سي".

وقال عثمان رامبو جاتا: "سئم الحزب والشعب الغامبي، من الادعاءات المتواصلة التي لا أساس لها من الصحة ضد رئيسنا السابق"، في حين قال نائب زعيم الحزب: "لا يملك الرئيس السابق وقتًا يضيّعه في الرد على حملة الافتراءات الكاذبة، إنه محترم جدًا، يتقي الله ويحترم النساء الغامبيات".

وأكدت جالو أنها تودّ مواجهة جامع في المحكمة، لينال العقاب العادل الذي يستحقه، وأنها ستدلي بشهادتها أمام لجنة "الحقيقة والمصالحة والتعويض" في غامبيا التي أنشأها الرئيس أداما بارو الذي فاز في الانتخابات في ديسمبر/كانون الأول عام 2016. وقالت: "حاولت كثيرًا نسيان القصة، ولكني لم أتمكن من ذلك، لذا قررت أن أتحدث الآن، ليسمع يحيى جامع ما فعله علنًا".

وتحقق لجنة "الحقيقة والمصالحة والتعويض"، اليوم، في انتهاكات حقوق الإنسان التي يزعم أنها ارتكبت في فترة حكم جامع التي دامت 22 عامًا، إذ اتهم بعمليات قتل وتعذيب واحتجاز تعسفي، وأجبر على ترك منصبه في يناير/كانون الثاني عام 2017، بتدخل من قوات عسكرية بعد رفضه ترك السلطة، رغم هزيمته في الانتخابات.

وأوضحت جالو أنها كانت تبلغ 18 عامًا من عمرها، عندما التقت بجامع في العاصمة بانجول، بعد فوزها بمسابقة ملكة جمال غامبيا عام 2014، وأكدت أنها اعتقدته في البداية بمثابة أب لها، وأنه قدم لها المشورة والهدايا والأموال في الأشهر التي تلت تتويجها، قبل أن يتقدم بطلب زواج منها وترفضه، ثم تنهال عليها الإغراءات للموافقة من قبل مساعده التي رفضتها أيضًا.

كما قالت جالو إن مساعد الرئيس أصر، في وقت لاحق، على حضورها احتفالًا دينيًا في مقر الحكم "ستيت هاوس"، في يونيو/حزيران عام 2015، باعتبارها ملكة جمالة غامبيا، وأنها فوجئت بنقلها إلى الجناح الخاص بالرئيس لدى وصولها. كما ادعت أن جامع صفعها بسبب غضبه لرفضها إياه، ثم حقنها بإبرة في ذراعها، واغتصبها.


وأشارت جالو إلى أنها حبست نفسها في المنزل 3 أيام بعد الحادثة، قبل أن تقرر الفرار إلى السنغال، وأنها بمجرد وصولها إلى العاصمة السنغالية داكار، طلبت المساعدة من منظمات لحقوق الإنسان التي أمّنت لها الحماية بعد أسابيع، ونقلتها إلى كندا حيث تعيش هناك منذ ذلك الحين.

وقالت منظمتا "هيومن رايتس ووتش" و"تريال إنترناشيونال" إن نظام جامع لطالما أساء معاملة النساء، إذ منح بعضهن صفة وظيفية للعمل في مقر الحكم تحت مسمى "فتيات البروتوكول" اللواتي كن ظاهريًا ينفّذن مهام كتابية، إلا أنهن كن على استعداد لممارسة الجنس مع الرئيس عندما يطلب ذلك، وهذا ما أكدته امرأة عُينت موظفة بروتوكول عندما كانت في الـ23 من عمرها، وشهدت أنها أجبرت على ممارسة الجنس مع جامع عام 2015، وأكده مسؤول غامبي، طلب عدم الكشف عن هويته، كما ذكر مشاهدته لجالو في مقر الحكم في "أوقات غريبة".

كما شهدت امرأة أخرى، في تقرير لـ "هيومن رايتس ووتش"، أنها عملت موظفة بروتوكول وكانت على علم بالأمور غير اللائقة التي تحدُث، وأشارت إلى أن بعض النسوة نفّذن ما طلب منهن بمحض إرادتهن، إما لشعورهن بالفخر من جراء ذلك أو لرغبتهن في المال.

وصرح الأمين التنفيذي للجنة "الحقيقة والمصالحة والتعويض" أن اللجنة بدأت التحقيق منذ 8 أشهر، وأنها ستركز على حالات العنف الجنسي في سبتمبر/أيلول، في حين قال الرئيس بارو إنه سينتظر نتائج التحقيق، قبل أن يقرر ما إذا كان سيواصل العمل على تقديم طلب لغينيا الاستوائية، لتسليم الرئيس السابق. 

دلالات
المساهمون