ووقع جولين في بئر غير قانونية داخل مزرعة خاصة في قرية توتلان، أثناء انشغال والديه مع الأقارب في إعداد وجبة الباييلا.
وفور وصول طواقم الإسعاف والإنقاذ، بدأت ملامح المأساة، مع عجز الجميع عن إخراج الطفل من بئر ضيقة كانت كافية فقط لسقوطه، لكن السنتمترات التي تشكل قطرها لا تكفي لنزول أي منقذ.
استقر رأي الخبراء على مغامرة لا ثاني لها، ألا وهي حفر بئر موازية بعمق مئة متر، ثم حفر نفق عرضي بثمانية أمتار، نحو البئر التي يستقر فيها جولين.
ومنذ اللحظة الأولى أصبح جولين قضية شعبية في إسبانيا. وطوال أسبوعين كان العنوان الأول في الصحف والتلفزيونات ومواقع التواصل، ترافق ذلك مع جهود منظمات إغاثية وخبرات من دول أوروبية للبحث في كيفية إخراجه.
خبراء كهوف يبحثون أفضل الطرق للحفر، وخبراء متفجرات كان ينبغي طلب عونهم بسبب الصخور التي واجهت العملية، ولأن التفجيرات يجب أن تكون مضبوطة حتى لا تتأثر البئر التي يستقر فيها الطفل.
وكان الأطباء والمسؤولون الرسميون حتى بعد الأسبوع الأول، ومع انحسار أمل الحياة يتحدثون عن أن العمل يجري باحتمال واحد وهو أن يكون الطفل على قيد الحياة. وهنا كان للطب قراءته العلمية التي أفادت بأن العيش في قاع بئر كل هذا الوقت أمر لا يمكن نفيه.
مواقع التواصل التي انشغلت بالطفل وعائلته، لم تنج من مروجي الأخبار الملفقة، كالتي وضعت احتمال ألا يكون هناك أصلاً طفل في البئر، وأن المسألة اختلقها الأب، الأمر الذي دفع السلطات لإصدار تنبيهات بعدم الركون، لأي مصادر إخبارية ما عدا الرسمية.
ولكن أخيراً عند الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، بتوقيت قرية توتلان، كان الوالدان يستقبلان الخبر، ليكون الامتحان المأساوي الثاني بعد وفاة طفلهما الآخر العام الماضي، فجأة وهو يلعب على الشاطئ.