ابتكارات فنية وتكنولوجية بغزة

05 مايو 2015
من أجواء المعرض (تصوير عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

لم تمنع الإعاقة الحركية الشاب الغزّي عصام الشوا من أنّ يؤسس مشروعه الخاص، بعدما تخرج من إحدى الجامعات الفلسطينية في غزة، دون أنّ يظفر بوظيفة، بسبب ارتفاع معدلات البطالة بشكل متسارع جداً في السنوات الثمانية الأخيرة.

ويقول الشوا لـ"العربي الجديد"، على هامش مشاركته في معرض الريادة والإبداع في الجامعة الإسلامية بغزة، اليوم الثلاثاء: "الواقع الوظيفي في غزة جعلني أتجه نحو تنفيذ مشروعي الشخصي القائم على الصناعات الخشبية والزخارف بشكل فني مميز".

ويضيف الشوا: "بعدما تخرجت من تخصص المحاسبة ولم أحصل على فرصة عمل توجهت للحصول على تدريب مهني كي أعمل في هذا المجال مع مجموعتي الخاصة، وحصلت على منحة من مؤسسة UNDP لشراء الجهاز الخاص بصناعة الزخارف ورسومها، والذي تفوق تكلفته 15 ألف دولار أمريكي".

ويبين أنّ الظروف الصعبة التي اعترضت طريق إنشائه لشركته ومشروعه هو ومجموعته، لم تقف حاجزاً أمام رغبتهم في أنّ يستمروا في الصناعات الخشبية ورسم الزخارف وتزينيها، على الرغم من الإمكانات الاقتصادية الصعبة وظروف الحصار التي يمر بها قطاع غزة.

اقرأ أيضا:فنانو غزة رسموا بريشاتهم "رسالة سلام"

ويشير الشوا إلى أنّ الواقع الاقتصادي الصعب بالقطاع جعل الكثيرين من الشباب الخريجين يتجهون نحو إنشاء مشاريع ريادية صغيرة ذات طابعي مهني في ظل شح الوظائف في المؤسسات الحكومية العامة أو قطاع غزة. ويلفت الشوا إلى أنه خلال عام أصبح لديهم معرض وورشة فنية، بالإضافة إلى عديد من الأعمال الخشبية الفنية التي تتنوع بين أعمال دينية كأسماء الله الحسنى وبعض الأعمال الأخرى.




ودفعت أزمة انقطاع التيار الكهربائي في قطاع غزة لساعات طويلة الشاب زكريا أبو عمش لتأسيس شركة خاصة تعمل في مجال ابتكار اختراعات لتوليد الطاقة الكهربائية اعتماداً على الطاقة المتجددة (الطاقة الشمسية).

ويقول أبو عمش لـ"العربي الجديد"، إنّ أزمة التيار الكهربائي في غزة دفعته لأنّ يصنّع مؤخراً جهاز "إنفيرتر" وهو محول كهربائي لتحويل الطاقة الشمسية إلى إشارات جهد جيبي، تولد الكهرباء وتشغل الأحمال الكهربائية عالية القدرة.

ويبين أنّ العمل على تصنيع الجهاز صغير الحجم، استمر نحو عام تقريباً، اعتماداً على العناصر واللوحات الإلكترونية، للعمل على خروج الجهاز في أفضل قدرة على توليد الطاقة الكهربائية، اعتماداً على الطاقة الشمسية.

اقرأ أيضا:رسّام جداريات فلسطيني يسخر الفن لإعالة أسرته

ولفت إلى أنّ شركته أعدت ابتكاراً جديداً لتشغيل المصاعد ومضخات المياه في قطاع غزة اعتماداً على ألواح شمسية، بالإضافة للجهاز الجديد الذي يعمل على توليد طاقة عالية الجهد والقدرة. ويؤكد أنّ العمل داخل شركته استمر على هذا الجهاز عدة أشهر بسبب شح اللوحات والعناصر الإلكترونية في قطاع غزة وإغلاق المعابر الحدودية وعدم سماح الاحتلال للكثير من هذه القطع بالوصول إلى غزة.

وعن الصعوبات التي تواجه شركته لظهور الابتكارات بشكل سريع، يشير الشاب زكريا إلى أنّ الواقع الاقتصادي الصعب وظروف الحصار تمنع خروج كثير من الاختراعات في مجال الطاقة المتجددة للعلن، وتوفر حاضنات رسمية لدعم هكذا مشاريع من شأنها حل أزمة الطاقة التي يعاني منها الغزيون منذ عدة سنوات.

المساهمون