فضيحة التحرّش الجنسي تتفاعل في أكاديمية نوبل

11 ابريل 2018
مقر جائزة نوبل للآداب في السويد(فرانس برس)
+ الخط -
تتفاعل في السويد تفاصيل الفضيحة الجنسية التي ضربت أكاديمية نوبل، الوجه الثقافي المؤسساتي للسويد. وتذهب معظم التكهنات إلى أنّ "ثمناً باهظاً لا مفر ستدفعه مؤسسة أكاديمية بهذا المستوى الرفيع"، بعد أن هزت المجتمع السويدي، بمستوياته المختلفة، قضية التحرش الجنسي، التي تحدثت عنها في الخريف الماضي سكرتيرة الأكاديمية، سارا دانيوس، بوصفها "إشكالية حقيقية مع شخصية مركزية، بسمات ثقافية على علاقة بعمل الأكاديمية".

تفاعل "التحرش الجنسي" لم يتوقف منذ إطلاق دانيوس لذلك التصريح، فخلال يوم الإثنين رشح أن "الشرطة السويدية باشرت تحقيقاتها في القضية". وبدا أيضاً الجو مشحوناً، للمكانة التي تتمتع بها هذه الأكاديمية، والمدعومة أدبياً من القصر الملكي. دانيوس لم تخف أن القضية تدور حول أن "عضوات الأكاديمية وزوجات وبنات الأعضاء والموظفين تعرضن لإجبار على علاقات حميمية غير مرغوب فيها".
الشرطة السويدية من ناحيتها صرحت الاثنين بأنها "تلقت بلاغاً عن قضايا تحرش على صلة بالأكاديمية".

وشهد يوم الجمعة الماضي انسحاب ثلاثة من أعضاء الأكاديمية السويدية، إذ لا يوجد في هذه المؤسسة ما يسمى "استقالة"، باعتبار أن الأعضاء يتم اختيارهم لمناصبهم حتى الوفاة. هذا الانسحاب من المؤسسة جاء على خلفية طريقة تعاطيها مع انتقادات عنيفة وجهت إليها بسبب الفضيحة الجنسية.

الأسماء المنسحبة مهمّة في المجتمع السويدي، وشملت الكتّاب كييل ابسمارك وبيتر ايغلوند وكلاس اوسترغين. واعتبر الكاتب ابسمارك طريقة تعامل الأكاديمية مع ما نسب لأعضاء فيها بالتحرش والاعتداء الجنسي "مخجلة حين تذهب شخصيات قيادية في الأكاديمية لوضع الصداقات فوق الاعتبارات الأكاديمية فلا يمكن أن أشارك في أعمال المؤسسة"، كاتهام مباشر لشخصيات فاعلة ونافذة في الأكاديمية السويدية لعرقلة تقديم شكاوى شرطية من قبل 18 ضحية نسائية خلال الفترة الماضية.

ويبرز في هذه الفضيحة، غير المسبوقة في السويد، اسم جان كلود أرنولت، الشخصية الثقافية الفرنسية ــ السويدية، وزوج الشاعرة السويدية كاترينا فروستنسون، اللذان غادرا السويد في ديسمبر/كانون الأول الماضي بعد بدء الحديث الداخلي عن فضيحة الأكاديمية.

ويبدو أن محاولات إسكات شخصيات تعرضت للتحرش والاعتداء لم تنجح، فقد تلقت الشرطة السويدية الأحد الماضي مزيداً من الشكاوى، بناء على نصائح شركة محاماة وشخصيات مثقفة وأكاديمية في المؤسسة السويدية.



يبدو أن الخطير في الموضوع أيضاً "استخدام مكاتب وأبنية تتبع الأكاديمية السويدية لمثل هذه الاعتداءات الجنسية ما يضع نوبل للآداب تحت ضغوط غير مسبوقة"، وفقاً لما تنقل وسائل الإعلام السويدية عن شخصيات غاضبة من هذه الأزمة.

وبالرغم من سعي الأكاديمية نهاية العام الماضي قطع صلاتها بالشخصية الثقافية، آرنولت، المعروف على نطاق واسع في المستوى الثقافي والفني في استوكهولم، إلا أن تزايد الانسحابات من المؤسسة، وخصوصاً من شخصيات رفيعة المستوى، يضعها كلها تحت الشبهة. إذ بلغ عدد المنسحبين 5 من أصل 18 عضواً.

الملك السويدي كارل غوستاف دخل على خط هذه القضية بعد أن دعا سكرتيرة الأكاديمية، سارا دانيوس، التي تخرج عادة على الصحافة لتعلن الفائز بجائزة نوبل للآداب، إلى اجتماع معه في القصر الملكي باستوكهولم، خصوصاً أن الملك غوستاف قلد المتهم بالتحرش الجنسي وساما ملكيا رفيعا في 2015، بناء على توصية أعضاء من لجنة نوبل، ما أثار معظم وسائل الإعلام السويدية هذه الأيام.

مُحرّرو الأقسام الثقافية في الصحف السويدية باتوا يرون في هذه الفضيحة "اقتراباً من نهاية المؤسسة الأكاديمية السويدية التي يرعاها الملك"، كما كتب في مقال مطول محرر الثقافة في أكسبرسن، الكاتب ينس ليليستراند.

يوم الجمعة عاد ملك السويد للاجتماع بأعضاء الأكاديمية بعد أن وصل أمر أزمتها وفضيحتها إلى مستويات تهدد بانحلال المؤسسة الأكاديمية الأبرز، لكن دون أن تجد طريق الحل.
المساهمون