أفلام قصيرة تسلّط الضوء على "حق غزّة بمياه آمنة ونظيفة"

10 ديسمبر 2018
من حق الطفل الحصول على مياه شرب نظيفة(عبدالحكيم أبورياش)
+ الخط -
"10 في المائة من سكان غزة فقط يملكون حق الوصول إلى مياه آمنة ونظيفة"، رسالة حملها المخرج الفلسطيني محمد العالول في فيلم قصير، عالج من خلاله أزمة تلوث مياه الشرب في القطاع المحاصر إسرائيلياً، والمخاوف التي يمكن أن تعترض طريق طفل فلسطيني يحاول الحصول على كوبٍ من المياه النظيفة وسط هذا التلوث الحاصل.

وجسد العالول تلك المخاوف في فيلم بعنوان "مصفاة" يروي قصة طفلة فلسطينية تحاول الحصول على كأس من المياه بعد محاولات أجرتها لتصفيتها وترشيحها من خلال أكثر من مصفاة بدائية الصنع. وقال لـ"العربي الجديد": "هذه رسالة للكل، الطفل لا يجب أن يكون ضحية هذا التلوث، يجب أن يتداركوا هذه المشكلة الخطيرة".

وعرضت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، اليوم الاثنين، 11 فيلماً قصيراً تناولت جميعها مشكلة تلوث مياه الشرب في القطاع، وسلطت الضوء على واقعٍ خطير تشكو فيه غزة من ندرة المياه الصالحة للشرب، خلال حفلٍ أقامته داخل مركز "رشاد الشوا" الثقافي بمدينة غزة.

المخرج الفلسطيني يحيى أبو عيطة، شارك بفيلم آخر بعنوان "المحاولة الأخيرة"، روى من خلاله قصة طفل يحاول شرب كأس من المياه، لكنه يتفاجأ بأنها ملوثة رغم محاولاته الجاهدة للحصول على كوب نظيف، مما اضطره في النهاية لشرب المياه في كأس قاتم اللون لجهة محاولة تجاهل هذا التلوث الحاصل، في تفسير للحالة التي يعانيها سكان غزة عموماً.

وبين أبو عيطة لـ"العربي الجديد" أن "حق الطفل في الحصول على مياه شرب نظيفة هو واحد من أساسيات حقوق الإنسان، وفي غزة يعاني كما سكان القطاع من تلوثها وعدم صلاحيتها للشرب لأسباب منها الاحتلال الذي يمنع وصول المياه النظيفة إلى القطاع"، مضيفاً: "هذه رسالة إلى المجتمع الدولي للإسراع في حماية الحق في الحصول على مياه شرب نظيفة".

وأشارت إحصائيات رسمية إلى تلوث 97 في المائة من مياه قطاع غزة التي تثير مخاوف أكثر من مليوني مواطن يعيشون في غزة، الأمر الذي يضطرهم لاستخدام المياه المالحة والملوثة لتدبير شؤون حياتهم نظراً لعدم توفر البدائل. وقيام الاحتلال منذ العام 2006، بسحب كمياه هائلة من المياه الجوفية في غزة وضخها إلى خزاناته في الأراضي المحتلة ما عمّق أزمة تلوث المياه في القطاع.
وذكرت الأمم المتحدة في يوليو/تموز 2017، أن المياه في غزة لن تكون صالحة للاستخدام البشري مع حلول العام 2020، لأسباب أهمها تسرب مياه البحر والصرف الصحي إلى الخزانات الجوفية في القطاع وبفعل نقص الإمكانات والموارد في البنية التحتية.

إلى ذلك أوضحت منسقة العلاقات العامة والإعلام في الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، نسمة الحلبي، أن هذه الأفلام القصيرة، تأتي في إطار حملة مناصرة لحقوق الطفل بشكل عام، وحقه في شرب مياه نظيفة بشكل خاص، انطلاقاً من أن الطفل هو أحد الفئات المهمشة والضعيفة في المجتمع الفلسطيني.


وأضافت الحلبي أن "واقع المياه في غزة يعاني من كارثة حقيقية، كما أن الأطفال هم أكثر الفئات المعرضة للإصابة بالأمراض جراء هذا التلوث الخطير"، مؤكدةً على أن "هذه الحالة الفنية التي دُمجت مع أساسيات حقوق الإنسان، جاءت للخروج برسائل تحث أصحاب الواجب على القيام بالتدابير اللازمة لتوفير المياه النظيفة لأطفال قطاع غزة".

وقالت الحلبي: "أردنا في الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان أن يتم تسليط الضوء أكثر على هذا الموضوع الخطير ودق ناقوس الخطر حول هذا الواقع، ودعوة جميع المعنيين للقيام بالتزاماتهم حتى يقوموا بتغيير واقع المياه الذي يتعرض من خلاله الأطفال إلى انتهاك حقوقهم في الحصول على مياه شرب نظيفة".
المساهمون